الأدب
.. ' دموع ' ...
كفكفوا الأدمعَ
امسحوا عن وجوههم الغبارَ والدم
أين العين والراء والباء ؟
تفكَّكوا غارقين بأنهارِ العسلِ
يأكلون الضأن ويحتسون القهوة بالهيل
ويمضغون اللبان
لمُّ الشمل كلُّه حُلم
تَغَيَّرَت فصائلُ أخواني
واحدة لُغَتُنا لكني أبحث عن أوطاني
غير واضحة على الخريطة
ضاع الزمان والمكان
وبكل يومٍ أُحَضِّر أكفاني
وأم تًلِدُ وتدفنُ طفلها بنفس الآنِ
يُمثِّلُ رفاقي بالصفِّ
مشهدًا للشهيدِ حبيب الله
لا يعلمون أن الفيلم حقيقي
والصاروخَ فوقنا يضحك ساخرًا
حمقى أنتم
ينتظر الذئب طعامَه
وسيطهو الوجبةَ بثوانِ
يا ابن غزة يا معتز عزايزة
صَوَّر بالعدسة بإتقانِ
تتشَدَّقُ الأفواهُ بِدعمِ قضيَّتنا
نحن معكم قلبًا وقالبًا
يجتمعون ويتباحثون
ينتهون ويعودون
ويتركونا لحسرتنا
يعلو صوت النفير
احتموا خلف الجدرانِ
لا أجد بابًا ولا جدارًا
وسُلِبَ غطاؤنا
وتصرخ أرضُنا
يكتَظُّ باطني بالنائمين سُكَّاني
فتصعد الأرواحُ مستبشرةً بسمائنا
مُرَدِّدَةً حسبُنا الله الرحمن
يشجبون ويُمطرون رؤوسَنا
بشعاراتٍ واستهجانِ
ووقت الفعلِ تعجزُ ألسِنَتُهم
لا يُحَرِّكون ساكنًا
يبيعوننا للشيطان
أيُّ رُخصٍ نراه وهوْل صَدعٍ بقلوبنا
ويقولون لا تحاسبوننا حاسبوا الجاني
أين الوحدةُ تلك؟
أكانت محكيَّة بعصرٍ مضى واستكان
وخطَّط لتركي وهجراني
يدي لا تجدُ إلا جارتي تَمُدُّ يدها وحدها
وتبحث عن باقي أيادي جيراني
وأشاهدهم يرتدون القفازات
يخشون الجرح والاختناق ويتصاعد دُخاني
تتراكم أجسادُنا تلتحمُ ببعضها
ويواري الثرى رُفاتنا
وكُلًّ شِبرٍ ينوح ويبكي الثاني