مجرد فكرة
كلنا نعلم ولا يخفى على أحد كم الفساد الهائل والمتراكم فى المحليات ورغم ضربات الرقابة الإدارية فى الآونة الأخيرة والتى أوقعت بعض من رؤساء المدن والأحياء متلبسين بقضايا الرشوة وباتوا بين القضبان إلا أن كل هذا لم يصبح رادعا كافيا للآخرين فالرشاوى تطلب جهارا نهارا والفساد فى هذا القطاع الذى يحتوى على كثير من مرافق الدولة وشرايينها قد فاق الحد حتى بات الكثيرون من العوام يعتبرون ان هذا الوضع الفاسد والمزرى هو الطبيعى فى هذا البلد
فدعونا نفكر فى حل جذرى للمساعدة فى القضاء على هذه المنظومة الفاسدة
من المعروف أن نهضة أى دولة لابد وأن تقوم أولا على العلم والتعليم ثم الحرفية والصناعات الصغيرة ومحور فكرتنا هنا الحرفية والصناعات الصغيرة ...
لماذا لا يكون الترخيص لهذه الأماكن بمجرد الإخطار
ويعفى لمدة عامين أو ثلاثة من الضرائب والرسوم المركبة والمعقدة التى يبتكرها له زبانية المحليات حتى يستطيع ان يقف على قدميه ويبدأ مشروعه فى الكسب فتتم محاسبته وتأخذ الدولة مستحقاتها تجاهه بدلا من الواقع المؤلم الذى تكاد تتلاشى فيه الحرفية وتندثر الصناعات الصغيرة
وتأكيدا لهذا الواقع دعونا نستعرض معا ومع أنفسنا كم من الورش والصناعات الصغيرة أغلقت بسبب هؤلاء كم من المهن اندثرت وكم من الحرفيين تركوا أعمالهم بسبب فساد المحليات، الكثير والكثير ولا يخفى ذلك على أحد فالتفاصيل يطول شرحها
وكانت النتيجة الكارثية أن كل هؤلاء اتجهوا إلى مركبات التوتوك سواء بالشراء أو بالعمل عليها كوسيلة لكسب العيش فهى الوسيلة الوحيدة التى نادرا ما يستطيع أحد السيطرة عليها فلا رسوم ولا لوحات معدنية وخلافه فهى مركبة ترتكب بها كل المخالفات المرورية والموبقات السلوكية وتستهوى البلطجية والخارجين عن القانون ووسيلة رزق سريعة ومضمونة إلا أنها بحق أصبحت "معول هدم " لكل الحرفية والصناعات الصغيرة والكل غافل عنها ولا بديل لعودة كل هؤلاء الحرفيين إلا أن يكون الترخيص بالإخطار.
مجرد فكره علها تلقى قبولا يوما ما.
حمى الله مصر وحفظها للمصريين