منوعات
أمسية ربانية في عشق الشرفاء العلميين للوطن وحب السلطان بضريح القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش.
يترك المرء كل تمظهرات التمدن والفكر والثقافة والعلم جانبا أثناء غوصه في منعرجات جبل علم، ، فلا صوت يعلو هنا عن صوت القرآن وأدعية "الشرفاء" العلميين المرابطين بجبل علم، أو بضريح القطب الرباني المعروف بشيخ "جبالة"، مولاي عبد السلام بن مشيش، بمنطقة بني عروس، بإقليم العرائش، هنا موطن القداسة والروح، بل ومرتع البركة المفقودة بين زخم الحياة المفعمة بالماديات.
المكان هنا لا يخلو من عشق الشرفاء العلميين للوطن وحبهم المتفاني في السلطان وتشبثهم بالعرش العلوي المجيد،احتضن الضريح مساء يوم الجمعة 16 شتنبر 2021،أمسية ربانية تجمع الشرفاء احفاذ القطب الرباني مولاي عبد ألسلام بن مشيش شيخ أبو الحسن الشاديلي دفين مصر،تجمعوا على المحبة والسلام وعلى عشق الوطن والدعاء بالأمن والأمان والدعاء بالشفاء للسلطان أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله.
فحب الوطن من الشرفاء العلميين هو ذلك الإحساس الخفي الذي يحركنا للتعلق به، والإحساس بالانتماء إليه مهما بعدت بنا المسافات، وهو شعور فطري ينمو ويكبر مع تقدمنا بالعمر، وإحساسنا بأنّ لا شيء يضاهي دفء الأرض التي خلقنا من ترابها، وترعرعنا في روابيها مهما رأينا وأحببنا من بلاد، إنّه حب تناقلناه من الأجداد للأباء فاستقرّ في قلوبنا ولا زال يكبر. إنّ حب هذه الأرض لم يأتِ من العدم، فلولا الوطن لما شعرنا يومًا بمعنى الاستقرار والأمان،تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله،فالوطن الملجأ من كلّ ما يضرّنا، وهو المكان الذي لو عملنا ليلاً نهاراً من أجله لما استطعنا إيفاءه حقه، فهو الكيان الذي يستحق منّا العمل لا القول فقط، فالفرد الصالح هو من يعبّر عن حبّه لوطنه بالدفاع عنه في كل حين، وفي الحفاظ على ممتلكاته العامة ومرافقه ونظافتها، وهو الفرد ذاته الذي يسعى للتعلّم ونيل الدرجات لتسخيرها مستقبلاً في إفادة وطنه، ولا ننسى أنّه الفرد الذي يبتعد عن الأقاويل التي تمس هذا الوطن وتسيء إليه، كيف لا وهو يراه الأم والأب والمأوى؟! علّمنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم كيف يكون حبّ الوطن، وكيف لا؟ وهو الذي قال عن مكة المكرّمة: (ما أَطْيَبَكِ من بلدٍ! وأَحَبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أَخْرَجُونِي منكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ) (حديث صحيح)، فهذا الحديث الشريف الذي يدلّ على تعلّق النبي عليه الصلاة والسلام بوطنه، وحبّه العميق تجاهه، وحنينه الدائم له، فهو الذي وُلد فيه عليه السلام وشبّ فيه، فما حبّ الوطن إلا أن يكون أمرًا فطريًّا في نفس كلّ إنسان؟ ما أغلاك يا وطني وما أحبّك إلى قلبنا!، أيّها الوطن الذي نشهدُ فيه أجمل صباحاتنا، ونصحو على أشعة الشمس التي تغمر أراضيه وبساتينه وأنهاره، نعدك بأن نحافظ على حبّك نقياً، والتشبث بالعرش العلوي المجيد،وأن ننقله لأبنائنا ليستمر حياً في القلوب جيلاً بعد جيل، ولتبقى أنت الوطن ذخرًا لنا نباهي به بين الأمم ونفتخر بأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله.