الأدب

. .. ' رحى الأيام ' ...

كتب في : السبت 02 نوفمبر 2024 - 8:33 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

أجهشت بالبكاء

لم تمنع أنهار الحزن من جريانها

إنه وقت الفرح ...

لماذا تَعتٓصِرُ حُزناً؟

الألمَ يُمِزّقُ أنسجتَها

تنظرُ إلى مسرحِ الأحداث من بعيد

الصَّخَب ...أصواتُ الضحكات

الغيبةُ تُسكَبُ من ورائها

تسمع الحروف ترى العيون راشقةً بظهرها

لا تُبالي بكل هذا

تبحثُ عن شَقٍ صغير بِسُورِ الأحلام

نبضها ضعيف ....

تشعُرُ بالإعياء ....

على الجانب الآخر من النهر

يشيرون إليها لتلتفت إليهم

الإغواءُ يراقبها يغريها بحياة رغداء

الحدائق الغناء

قصور تتلألأ أمام ناظريها

لكنها تُقاوم انهيارَ الروحِ

تُحاربُ بكلِّ الدروب

تَتَرَفَّعُ بكلِّ كبرياء

هل يوجد مَنْ يستحق العطاء؟

وهل بقِيَ بجعبتِها فروعٌ خضراء؟

سُرِقَ الزَّهرُ سُرِقَ العُمرُ

وتَبَرَّعَت عن طيبِ خاطرٍ بالسنوات

كل الفصول مَرَّت عليها

إلا ذلك المفقود !

صاحبُ البهجةِ والألوان

صاحبُ العطور والنغمات

أين ورود الصِبا؟

أين ما يدعونَهُ نسيم الحكايات؟

ما عاد في الكون غير السُّكات

رياح عاتية تدور بها وتدور

تفقد الزمان والمكان

لا تقوى على الصراخ

تتشبث بابتسامة طفلة

تَمُدُّ يدَها إليها

تنزعُ من رأسِها ماضي وحاضرَ الذكريات

تدعوها لسكينةِ النَّفسِ لِوقفِ نزفِ الفؤاد

وتدور رحى الأيام تَتَبَدَّلُ المشاهدُ

تُخلَعُ قُفازات اللومِ ليُصَفِّقَ الرِّياء

وتختال الأفواه قاذفةَ الألم في استعلاء

تلفظُ حروفاً ناطقة الفضل لنا والمَنُّ مِنَّا

أقمنا عودَكِ مَدينةٌ أنتِ بقطراتِ الدماء

أماتوا بدايتَها ووأدوا إشراقَ الشمسِ فيها

تبرَّعوا بحياتها أمام عينيها ورسموا طريقها للموت

وقَدَّموا لها أطباق الاحتضار مُزَيَّنة بالأنوار

وقالوا بمحض إرادتها كان الاختيار

حان الوقت لإقامة العُرس لإطفاء الروح

للاستسلام للصمت لقبول الاندثار

كل المطلوب منكِ مؤانسة الصمت

مصادقة حفيف أوراق الأشجار

لا اختيار لديك ....لا اختيار

بداية الصفحة