الأدب
' على باب الأماني '
و إنّي على باب الأماني مكابره
و قلبي شريدٌ.. و الوجوهُ مسافره
أرى غُربتي عُمراً مباحًا.. ولا أعي
إذا ما أراني التِّيهُ فيها مصائرَه
أرى أن خوفي من غدٍ ليس ينجلي
و ما عدت أخشى و التصاريفُ كافره
أَ جرمٌ هوَ الحلمُ الذي في تخيُّلي
أ إثمٌ يسوق الخوف روحاً مهاجره
فلستُ ألاقي ما رجوتُ بخاطري
كأنّي و داء القهر نُحيي مشاعره
أنا لم أكن يوماً أُغالي تصبّري
ألا ليتني أدركت صبري و آخره
أهذا فؤادي كم تباهى بجندِهِ
فلمّا أضاع العمر جافى عساكره
فأمسى هو المكسور يخشى ملامتي
ويغشى رداءُ الذلّ جهراً عشائرَه
و إنّي لأدري أنّ في الصبر راحة
و لكنّني في بعدهِ لست صابره
حواسي أراها في الليالي مكيدةً
فكنتُ بها أرجو النّهار وَ باكِـره
فدلّلتُهُ حتّى يَبوح بسرّهِ
و ما أبقت الأيام عزّ أكابِره
و كم مال نحوي ذلك السرّ و انثنى
و كم لذّة قد نلتها منه جاهره
فأسكنتهُ قلبي و عقلي و مهجتي
فحكم الهوى دمعٌ.. يُلبّي أوامرَه
و أيقنتُ أنّي في هواهُ ضحيَّةً
وهل في تمادي الدّمع أحيى ضمائره
فلست أرجيه ولست أخافهُ
فأسدل من بعد الفراق ستائرَه
فيا ليت لي في كلّ أمرٍ بصيرةً
و لي من حكايات الزمان بشائره
مضى العمر.. حتى صار فينا مؤجلاً
كتأجيلِ موتٍ دسَّ فينا مقابرَه
فيَقتَصُّ مِنّا ما تبقّى بمكْـرهِ
كأنّا عبيدٌ ...باع فيهم مفاخرَه