كتاب وآراء

مشكلة نقص السكان .... والأنهيار الديموجرافى السريع

كتب في : الاثنين 13 يناير 2025 - 10:23 مساءً بقلم : نبيل شبكة

 

أن ما بداناه فى مصرنا الغالية وفقا لأحدث الأبحاث والمعلومات المحلية و العربية والدولية فى ما يتعلق بعلم السكان DEMOGRAPHY والذى يشهد  تقدما كبيرا فى عصرالمعلومات والذكاء الاصطناعى.

فقبْل وضْع قانون ثابت وملزم للمواطنين  يجرى البحث عن المعدلات المنطقية، التى تصنع عملية إحلال طبيعى بين المواليد والوفيات، والتوازن بين أعداد الشباب والشيوخ، بين نِسَب الرجال والنساء فى المجتمع، ووضْع قوانين تحقِّق هذا التوازن فالزيادة السكانية تساوى مصْدرًا كبيرًا للقوى العاملة، ونُموًّا اقتصاديًّا متسارِعًا، ودعمًا للمسنين وتقديم خِدمات جيدة لهم، تساوى مباهاة الأوطان بعلمائها ومبدعيها، ومنجزاتها التى تضيفها للحضارة العالمية، لكنها بلا شك تصبح إضافة بالسَّلْب، حين تتحول  الى التراكم العددى وليس النوعى  ... 
      أن الخطر الجديد الذي يواجه دول العالم الآن وفي المستقبل ليس فقط في تراجع معدلات النمو في السكان أو أعدادهم، وإنما أيضا في ارتفاع نسب كبار السن، أو الشيوخ من السكان، وهي الظاهرة التي أصبحت مخاطرها تفوق مخاطر زيادة السكان بنسبة كبيرة جدا فى العالم فنسبة الشيوخ (أكثر من 60 عاما) إلى إجمالي السكان في العالم، فوفقا للبيانات المتاحة في الوقت الحالي تصل  12.3 في المائة. غير أن نسبتهم يتوقع أن تزداد في 2030 إلى 16.5 في المائة، وفي عام 2050 إلى 21.5 في المائة، وهي نسب نمو مقلقة جدا، أي أن يكون شخصا من بين كل خمسة فى العالم من الشيوخ بحلول عام  2050   لذا قامت الحكومة لدينا بالبدا فى احداث عملية خلخلة سكانية واقعية وحقيقية لإنهاء تكدس السكان حول وادى النيل ودلتاه والانتقال إلى المدن والعواصم الجديدة التى أقامتها الدولة فى الأعوام الأخيرة والتى وصلت إلى 30 مدينة جديدة بمساحة 580 ألف فدان ، وبإجمالى استثمارات 690 مليار جنيه.ونحن نعلم أن من  أيجابيات تحديد النسل أنه يؤدى بالطبع   إلى تحسين الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية للسكان بشكل كبير، وخاصة فى الدول النامية ويستغرق وقتا يتطلب من الحكومات المتابعة والمراقبة الدقيقة والدائمة ومشاركة كل ذوى الاختصاص سياسيا واجتماعيا ودينيا  وفنيا وأقتصاديا ورياضيا ..... حتى تتفادى المخاطر التى يمكنها على المدى الطويل فى النقص الهائل فى أعداد الرجال كما حدث فى الصين وايطاليا وغيرهما  من الأنكماش والأنقراض السكانى فتتج عنه خلل  كبير أثر فى توجيه  اقتصادات هذه  الدول نحو الأنشطة الخدماتية على حساب الأنشطة الإنتاجية الصناعية والتجارية وغيرها و التي تتطلب وفرة العمالة ..... وأصبحت تستجدى دول العالم للحصول على الرجال والعمالة لأصلاح ما أفسدته والذى يحتاج الى الكثير من المال والوقت ......  لذلك فأننا متفائلون وواثقون  من صعود مصرنا الغالية وسكانها الأفاضل الشرفاء الى القمة بشهادة كل دول العالم وبفضل قيادتنا الملهمة وحكومتنا الرشيدة  .... 
والله الموفق والمستعان
نبيل شبكة          مستشار ثقافى سابق   المنصورة

بداية الصفحة