يا قرة عيني في حُبِّكَ وقعتُ أسير

يا خير مٰنْ أُرسل يا بشير

تجلَّى الله في عُلاه واصطفاك

قبسٌ من نور الإله ملأ روحي هواك

رحمةٌ وهدايةٌ للبشر

بذِكرِك اللسان تَعَطَّر

تهفو النفوس لِلُقياك

ويُعَزِّيها نُطقُ اسمك بالأذان يتكرر

أنا العبدُ الفقير لرؤياك

تسكُنُ قلبي وبك أشعُر

أمير الأنبياء اسقني من حوضك

واروِ روحي من سناك فأُُزهِر

خير خلق الله كلِّهم بَعَثَك

رسالةً مُهداة بالإسلام لتنشُر

أيها المؤمن الله أكرَمَك

لك شفيع عندهُ فأَبشِر

بالروضة الشريفة

أقتربُ من مُحيَّاك

فتعتريني سعادةٌ

وفي سُنَّتِك أُبحِر

وأنسجُ من القبةِ الخضراء خيوطًا

لضياء يوم مولدِك

والمِسكِ بالأرجاء أنثُر

ويمتلئ دربي بلؤلؤ جبينِكَ

فأتَحَلَّى بالجَلَدِ على المِحَنِ وأَصبِر

صٰلَّيتُ عليك عدد النجوم في الأفلاك

وعدد ما تَجَمَّعَ من سحابٍ وأَمطَر

وَحَّدتَ رأيَ المسلمين بحكمتِكَ

جعلتنا عُصبةً واحدةً والعقلَ أَبصَر

غَطَّى الكَونَ بهاؤك

فتوارى شعاع الشمس خجلًا واندثر

بدرٌ يُنير عتمةَ الدُّجى حضورُك

أنا الضعيفُ أتوسَّل لله بشفاعتِك

أن يعفو أن يغفر

اللهم كما حَفِظتَ محمدًا

وجعلتَهُ في حِماكَ

لا تَرُد سؤلي

وعبادَك الصالحين لي سَخِّر

أُطيلُ سجودي

وأَرتَجي القُربَ منكَ

فلا تحرمني من وجهك الكريم ولٰذَّةِ النَّظر

واجعلني مع زمرة السالكين أصفيائك

أنت رُبَّان سفينتي رسولنا الهادي

مُرشدي على نهجك أسير

أحمل بيدي لواءَك

الصادق الأمين وأعظم مَنْ اختِير

للعالمين نبراسًا يحذون حذو خُطاك

يا أعظم من اعتلى ظهر البُراقِ ولِرحلتِك تَحَضَّر

أَعًدُّ الأيامَ حتى ألقاكَ

وللسراط المستقيم أعبُر

أشهد أن لا إله إلا أنت رضيتُ بقَدرِك

وقد أعطيتني نعمة الدعاء ففي أمري انظر

ترنيمةُ يُردِّدها الطير محمد أتى فأَبشِر

تهلل الخَلقُ تَبَسُّمًا لوجهك

يا أشرف مَنْ خُلِق وأطهر

انا العليلُ ما وُصِفَ لدائي إلا دواءك

يارب برؤيتِه وحضرَتِه اجبُر