الأدب

... ' تَصَدُّع ' ...

كتب في : السبت 06 يوليو 2024 - 3:08 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

لقد تَصَدَّعتُ يا سيدي

لقد تَصَدَّعت

تَمَلَّك كل اليأس من ثباتي

وبالحزن اتَّشَحت

ابتلعتُ كل شيء كل شيء

كنتُ مرفأ انتظار

كُنتُ حُلماً خياليًّا

كُنتُ شمساً تنهار

تُدفئ كل شيء كل شيء

إلا روحها الباردة

تتبرَّع بأشعتها لكل الزوَّار

تحكي عن السعادة الوهمية

عن مدارات السماء البلُّورية

وبقلبها تنطفئ النجوم الباكية

ترقص رقصتها الأخيرة الدامية

تنزف فيها أغصان الأشجار

تسكُب الأوراق دموعها

تكسو أركان النجوم بالخضار

تطُل عليها الأقمار

فتتلألأ رغم الاحتضار

لا تتعجب إنَّه هذيان الخيالات

إنها أشباح تتلبَّسُني

حالة من حالاتي تنتابني

عندما أتذكر تلك التائهة

تلك التي تقبع داخلي

تؤرِّقُني من وقتٍ لآخر

لن تُحرِّرَني يوماً

لن تتنازل عن إحكام وثاقي

تَثِقُ أني أَلِفتُها تتيَقَّن من أحوالي

تُحدٍّد خطوطي وأبعادي

تَمُدُّ إليَّ كفوف التعاسة

تحيطني كشبكة عنكبوت

وأتيه وجوارحي بين الخيوط

أقتات على فُتاتِ أملٍ تَحطَّم

أقفز خلف الأسوار

أحاول التقاط حبال النجاة

وتصرخ عروق بيدي تَخَدَّرَت

لكني لن أنادي أبداً

لن أستغيث بعيونٍ رأتني أغرق بدوَّاماتي

صمتَت وقلوبها تَحجَّرت

إنها أنا ياسيدي

شمسٌ ستغرُب في هدوء

ويلمس شعاعها محيط النقاء

سيخبو ضوؤها دون أن تشعر

سَتُسَلِّم لقدرها دون اعتراض

وتختلط دموعها بموج يتلاطم

يعلو أمام الشاهدين

رغم إنكارهم ستصُم ترنيمتي آذانهم

سأكمل رحلتي

سيكون الحُكم على طريقتي

وهناك هناك سأنتظر

على ضفاف نهر النور

هناك سيُقرِّون بالذنب

سيعترفون... سيعترفون

بداية الصفحة