منوعات

الشابة المغربية مونة البطيوي رائدة السيٌاحة الثٌقافية بمشروعها 'قهوة الغرسة' مقهى ثقافي.

كتب في : الاثنين 15 يوليو 2024 - 9:37 صباحاً بقلم : محمد سعيد المجاهد/المغرب

 

 

تُثبت المرأة المغربية في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس، يوماً بعد يوم قُدرتها على التٌَحدي، والصمود، الإبداع، والابتكار، والمُساهمة في دفع العجلة الإقتصادية لبلادها، هكذا اعتدنا من مجتمعاتنا العربية التي لا تُنتج إلا نساءً لديهن الوعي بحقوقهن وواجباتهن تجاه مجتمعاتهن.. ولأن الشخص يتأثر بالناجحين ممن خرجوا من نفس بيئته، فنحن أمام قصة نجاح لشابة مغربية مونة البطيوي التي اختارت مجال السياحة الثقافية واخرجت للوجود مقهى ثقافي يحمل اسم "قهوة الغرسة " بالمدينة العتيقة لتطوان العريقة،فأصبحت نموذجاً يحتذى به في مجالها. وكم من أمثلة لنساء عربيات كافحن وعانين لرسم مجدهن بأيديهن.. بدءاً من أولئك اللاتي كرسن حياتهن للأعمال المنزلية وتربية الصغار ووصولًا إلى من اخترن أن يكُنّ طرفاً في منافسات سوق العمل أو من جمعن بين الدورين معاً.. الأمر كله مُتعلق بانتهاز الفُرص التي تقدمها الحياة، والقرارات والاختيارات التي تحددها كل منا بما يناسبها. ومن خلال المُثابرة والمعافرة أستطاعت الشابة المغربية مونة البطيوي أن تكون ضمن سيدات الاعمال اللاتى إمتلكن مشاريعهن في السوق المغربية عامة وتطوان خاصة بعد تحقيقها نجاح ملموس بشكل يثبت أنها نموذج للمرأة المغربية التي أثبتت وجودها في فترة قياسية في عالم السياحة الثقافية من خلال مشروعها المقهي الثقافي " قهوة الغرسة. استلهم الفن التشكيلي جمال لوحاته وتنوع مشاهده من جماليات أزقة وأحياء المدينة العتيقة لتطوان العريقة وخاصة اللوحات الخالدة للفنان التشكيلي العالمي الإسباني الاصل "ماريانو بيرتوتشي" فإن من يجول في الفضاء المادي والشاعري للمدينة العتيقة للحمامة البيضاء،فتاريخ تطوان هو تاريخ روح مدينة متوسطية هي في الوقت ذاته مدينة أندلسية ومغربية،من أجل استكناهما لا بد من الإنغماس في أعماقها بحثاً عن روحها الدٌَفينة واستشرافها من الخارج ايضاً على اعتبارها مدينة ذات موقع استراتيجي يُرغمها على الحفاظ على علاقات سياسية اقتصادية وثقافية محلياً ومُتوسطياً. كما يجب التأكيد على استمرارية هذه الهُوية وهذه الروح عبر القرون. فتاريخ المدينة العتيقة بتطوان هو بالتالي نتاج التٌَلاقح بين مُختلف الثقافات خصوصيتها تتجلى بشكل أوضح في مجتمعها.هذه الخاصية التي تتجسٌَد كذلك في هُوية الإنسان التطواني الذي استطاع الحفاظ على تقاليده ووعيه الجماعي داخل مجتمع يُعبر عن نفسه بأشكال مُختلفة. المدينة العتيقة بتطوان هي شاهد على خمسة قرون من التاريخ. أسوارها،حصونها،أقواسها،ساحاتها، وأزقتها،أحياؤها ومنازلها،مساجدها ومقابرها نتاج لهذا التاريخ. أهم من ذلك المدينة العتيقة بتطوان تعكس وترمز لتاريخ الإنسان والمجتمع التطواني. ولهذه العوامل اختارت الشابة المغربية مونة البطيوي الحاصلة على شهادات عليا بعدما عملت في عدة شركات كبرى اختارت ان تغوص في تجربة كانت خاصة بالرجال خلق مشروع سياحي يتجلى في مقهى ثقافي أطلقت عليه ايم "قهوة الغرسة "اختارت له مكاناً مُميزاً وسط المدينة العتيقة دخلت المغامرة وهي شابة وحولت المكان من بناية أيلة للسقوط مهمولة إلى فضاء سياحي ثقافي ومتحف صغير يضم بعد الأواني والحُلي والقفطان التطواني الأصيل،أصبح المكان مزاراً حقيقياً وقبلة لكل من يزور مدينة تطوان من سياح وادباء وشعراء وأهل الفن،وتقول صاحبة المقهى "يرجع الفضل في إنجاح هذا المشروع السياحي الثقافي بعد الله عز وجل إلى والدي وخالي الشاعر المغربي المعروف حسن مارصو وإلى التوجيهات الملكية السامية للعاهل المغربي الذى يلح في كل خُطبه على مُساهمة الشباب في التنمية وتقدم المملكة المغربية الشريفة. وتضيف مونة البطيوي "إن السياحة الثقافية من أهم أنواع السياحة التي من أجلها يتدفق الناس نحو بلد مُعين، فهي تقوم على اهتمام الناس بتاريخ وشكل الحياة في المجتمع بكل مفردات هذا التاريخ من فنون ومعمار وطقوس دينية مجتمعية وثقافة شعبية وغيرها، مبينة أن مدينة تطوان تمتلك موروثاً كبيراً من التراث المادي واللامادي، بالإضافة إلى حداثة تعمل على بناء مستقبل حضاري إنساني عميق، وبنية تحتية ثقافية جاذبة للعالم كله. نتمنى لرائدة السيٌاحة الثقافية مونة البطيوي التألق والنجاح في مشاريعها المُستقبلية.

بداية الصفحة