بعد أن حققت شركة ديب سيك نجاحا قويا وواسعا في مجال الذكاء الاصطناعي، فى خلال أسبوعين فقط، أدى إلى اضطراب وقلق في شركات التكنولوجيا فى عدة بلدان حول العالم على رأسها أمريكا، مما دفع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحذير منه قائلا: يمثل ديب سيك جرس إنذار لنا.وأكد مسؤولون أمريكيون أن خسائر بالمليارات لحقت بشركات التكنولوجيا الأمريكية وعلى رأسها شركة إنفيديا التى تراجعت أسهمها بنسبة 20%.

وقال بعض المطلعون على الأمر إن الذعر والهلع يسيطران على كل شركات التكنولوجيا فى أمريكا، وإن كانت أبل لا تظل متماسكة حتى الآن.من جانبه أظهر زوكربيرج عدم اكتراث بديب سيك، وتعهد بإنفاق مئات المليارات من أجل التفوق على ديب سيك.

ولأن الأمر يبدو أنه صراع بين الصين وأمريكا أكثر من كونه صراع بين شركات التكنولوجيا للتفوق فى مجال الذكاء الاصطناعي والسيطرة على سوق التكنولوجيا، فقد ادعت إحدى شركات أمن الإنترنت في نيويورك وتدعى شركة ويز ، إنها عثرت على كمية كبيرة من البيانات الحساسة من شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة ديب سيك بعد أن تُركت متاحة على الإنترنت عن غير قصد.

وفي منشور أمس الأربعاء، قالت ويز إن عمليات مسح البنية التحتية في ديب سيك أظهرت أن الشركة تركت عن طريق الخطأ أكثر من مليون سطر من البيانات غير مؤمنة. وشملت المعلومات مفاتيح رقمية للبرامج وسجلات الدردشة التي يبدو أنها تلتقط الطلبات المرسلة من المستخدمين إلى مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني للشركة.

من جانبها لم تعلق ديب سيك على تلك الدعوى، مكتفية بما تحققه من نجاحات كل يوم، فقد تلاحظ زيادة عدد التنزيلات من متاجر التطبيقات يوما بعد يوم.كما أشار بعض علماء التكنولوجيا أن تلك المزاعم من قبيل القلق أكثر من كونها حقيقة، مؤكدين أن النموذج الصينى أكثر أمانا وسرية من ذلك الخطأ.

وقد أجمع خبراء التكنولوجيا أن ديب سيك تفوق على  تشات جي بي تي الأمريكي بقوة.يذكر أنه بحلول يوم الاثنين، تجاوز تطبيق ديب سيك نظيره تشات جي.بي.تي التابع لأوبن إيه.آي في عدد التنزيلات على متجر تطبيقات أبل، مما أدى إلى موجة بيع عالمية في أسهم التكنولوجيا.

وفي الهند أشاد وزير تكنولوجيا المعلومات الهندي يوم الخميس بالتقدم الذي أحرزته شركة ديب سيك DeepSeek، وكشف أن بلاده سوف تستضيف نماذج اللغة الكبيرة لمختبر الذكاء الاصطناعي الصيني على خوادم محلية، في افتتاح نادر للتكنولوجيا الصينية في الهند.

كل تلك العوامل والتفوق الواضح للنموذج الصينى أثارت تساؤلات حول بقاء نماذج الأعمال وهامش الأرباح لشركات الذكاء الاصطناعي العملاقة في الولايات المتحدة وفي مقدمتها إنفيديا وميكروسوفت.