ينطلق يوم الخميس المقبل في مدينة الأقصر، مهرجان المانجو في نسخته الأولى، ويحمل المهرجان شعار« معًا لوضع الأقصر على خريطة مصر الزراعية»، ويأتي المهرجان تزامنًا مع اليوم العالمي للمانجو، ويُقام المهرجان  بمكتبة مصر العامة بالأقصر، بجوار طريق الكباش الفرعوني الممتد بين معبدي الأقصر والكرنك، تحت رعاية المهندس عبدالمطلب عمارة محافظ الأقصر، ومشاركة عدد من المؤسسات والهيئات.

بدوره يقول، المهندس عادل زيدان، رئيس المهرجان، أن مهرجان المانجو الأول بمحافظة الأقصر يهدف إلى الدعوة الي التوسع في زراعة محصول المانجو بمحافظة الأقصر؛ باعتباره واحدًا من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تساهم زيادة الصادرات المصرية، مما يحقق نموًا ملحوظًا للاقتصاد القومي، وزراعة ١٠٠ مليون شجرة؛ للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري .

كما يدعم المهرجان فى نسخته الأولى توجهات القيادة السياسية في أهمية إنشاء مجتمعات صناعية وزراعية وعمرانية جديدة، بجانب توفير المزيد من فرص العمل لشباب الخريجين والمنتجين الزراعيين، وكذلك وضع محافظة الأقصر علي الخريطة الزراعية في مصر .

وأكد محمد عبد اللطيف الصغير، المنسق العام للمهرجان، أنه سيتم تنظيم عدة مهرجانات زراعية لتنضم لأجندة المهرجانات في الأقصر، تعمل على دعم المحاصيل الزراعية القابلة للتجفيف والتصنيع بهدف التصدير لجلب عملة صعبة . 

وشدد على أنه سيتم تدشين مبادرة "أزرع مانجو"، وستكون البداية بزراعة ٣٠٠ فدان من ١٠٠٠ فدان مستهدف خلال ٥ سنوات؛ مما يساهم في زيادة الصادرات وتوسيع الرقعة الزراعية للمانجو، حيث تحتل الاقصر المركز السابع بين أكثر المحافظات إنتاجًا لثمار المانجو.

وأضاف  أن المهرجان سيتضمن معرضا لبيع 13 نوعًا من المانجو، تزرع بالمحافظة  بأسعارمخفضة ومدعمة، أهمها:"الزبدة، والعويسي، والبلدي، والصديقة، والتيمور"، كما يتضمن المهرجان ورشة لتعليم السيدات كيفية تجفيف المانجو بطريقة صحيحة بمشاركة ١٢٠ سيدة، وورشة للرسم خاصة بالأطفال، ومعرضًا للصور الفوتوغرافية، ومعرضًا فنيًا للرسم علي ثمار المانجو، وحلقات تحطيب ورقص خيول، وفعاليات فنية وثقافية متنوعة، فضلا عن توزيع نحو ٥ لتر مانجو علي المواطنين في شوارع الأقصر، ونحو ٢ طن مانجو على عمال النظافة والغير قادرين، كما سيتم تنظيم فعالية للترويج للمهرجان من خلال البالون الطائر وفعالية اخري لفريق الاسكيت.

تاريخ المانجو 

منذ أول تجربة لنجاح زراعة المانجو في قنا بصعيد مصر، وجزيرة الروضة في القاهرة في عهد إبراهيم باشا، تحتل فاكهة المانجو مكانة ثقافية وزراعية في مصر، فقد أعطاها المصريون الكثير من المسميات المصرية، مثل نوع مبروكة، وكومبانية، وعويس، وغيرها من عشرات الأسامي، وحازت من خلال التربة المصرية شهرة عالمية في أنحاء العالم.

ويقول المؤرخ أحمد أحمد الحتة في كتابه "تاريخ الزراعة في عهد محمد علي الكبير"، إنه في عام 1820م نجحت زراعة المانجو لأول مرة في مديرية قنا بصعيد مصر، كما نجحت الزراعة في حديقة الروضة في القاهرة في عهد إبراهيم باشا حين تم استقدام بذورها من الهند.

حدثت تجارب زراعة المانجو في الصعيد والقاهرة، قبل تأسيس مدينة الإسماعيلية التي تحوز شهرة كبيرة في زراعة المانجو، وكانت أولى التجارب - كما يقول المؤرخ أحمد حتة - في الروضة وقنا.

تجربة زراعة المانجو في قنا والروضة حدثت قبل أن يرتحل أحمد عرابي إلى منفاه في سيلان فيأتي ببذور أخرى من المانجو حين رجوعه بدايات القرن العشرين، لتضاف البذور ضمن الأصناف التي استقدمها إبراهيم باشا، والذي يحسب له أنه استقدم الكثير من النباتات والأشجار والفاكهة، مثلما استقدم والده الباشا الكبير خبراء الزراعة لزراعة أشجار البن في أراضي إسنا وقنا وفرشوط.