تقارير

منذ الملكية وحتى الآن.. دراسة تكشف التاريخ الدموي للجماعة الإرهابية

كتب في : الأحد 21 يوليو 2024 - 10:11 صباحاً بقلم : المصرية للأخبار

 

◄ الجماعة نشأت عام 1928 فى العهد الملكي ولجأت للاستقواء بالأجنبي  

◄ سرقوا ثورة 25 يناير.. وحققوا حلمهم بالوصول إلى السلطة  

◄ أول قرار لحل الجماعة الإرهابية صدر في العهد الملكي بعد واقعة المتفجرات  

كشفت دراسة وثائقية خطيرة للمفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي - نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان: «التاريخ الدموي للإخوان الإرهابية منذ الملكية وخلال الجمهوريات الأربع»، عن تفاصيل وثائقية خطيرة منذ العهد الملكي وخلال الجمهوريات الأربع ومدى عنف الجماعة وتطرفها وقيامها باستغلال أزمات الشعوب للإضرار بالسلام الاجتماعي والإنساني واستغلال خلط الدين بالسياسة.  

أكدت الدراسة على 5 نقاط وثائقية هامة هى:   

 

1- أن جماعة الإخوان نشأت عام 1928، فى العهد الملكي وبعد 10 سنوات لجأت للاستقواء بالأجنبي بالمطالب الخمسين، ومنذ نشأتهم لا يؤمنون بفكرة الوطن.

2- أن أول حل للجماعة الإرهابية كان فى عهد الملك، بعد إلقائها المتفجرات فى الشارع المصري، وعدم حلها عقب ثورة 23 يوليو 1952 كان خطئا استراتيجياً لمجلس قيادة الثورة صححه عبد الناصر.

3- أن السادات أخطأ بعودتهم للسياسة وراح ضحيته. 

4- مبارك سمح لهم بالسياسة 25 سنة، ثم صحح الأمر عام 2007 بتعديل الدستور وحظر إنشاء أحزاب لها مرجعية دينية.

5- الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير 2011، وأنشأوا باسم الدين حزب سياسي رسمي، وحققوا حلمهم بالوصول إلى السلطة سنة فى الحكم كانت كافية بإقناع الشعب بإرهابهم وعنفهم، وقرار الرئيس السيسي المنبثق من إرادة الشعب بمحق الجماعة الإرهابية تأخر 75 عاماً منذ بداية خلطهم الدين بالسياسة بعد نشأتهم عام 1928 بعشر سنوات وتحديدًا عام 1938.

 

الاستقواء بالخارج.. ولا يؤمنون بفكرة الوطن


جماعة الإخوان نشأت 1928 فى العهد الملكي وبعد 10 سنوات لجأت للاستقواء بالأجنبى بالمطالب الخمسين، ومنذ نشأتهم لا يؤمنون بفكرة الوطن.
يقول الدكتور محمد خفاجى: إن جماعة الإخوان لم تكن وقت قيام ثورة 23 يوليو 1952 جماعة جديدة حيث نشأت فى مدينة الإسماعيلية برئاسة حسن البنا عام 1928 فى العهد الملكي، وأعلنت بدايتها أنها جماعة دينية ينصرف نشاطها فى المجال الديني فقط.

التخطيط للانتشار 


ثم خططت الجماعة للانتشار والبحث عن اتباع لها فنقلت نشاطها ومقرها عام 1932 إلى مدينة القاهرة وظلت على مكنونها المستتر قرابة 6 سنوات، أخذت خلالها الانتشار بين الناس على أنها جماعة دينية لنشر الإسلام.

 

استغلال الدين بالسياسة


يضيف نائب رئيس مجلس الدولة: «وحينما قوى ساعد جماعة الإخوان وأصبح لها مريدين وأتباع أعلنت عن مكنونها المستتر بعد 10 سنوات من نشأتها فى عام 1938 باستغلال الدين فى السياسة تحت ستار فكرة القومية الإسلامية كبديل للقومية المصرية، فقد كانوا منذ نشأتهم لا يؤمنون بفكرة الوطن، ومنذ ذلك العام شهد خلطهم الدين بالسياسة تمثل فى نظرية الاستقواء بالأجنبي، لفرض وجودهم على الساحة السياسية، حيث بادر حسن البنا مؤسسها بالاستقواء بالدول الأجنبية فى خطاب وجهه إلى الملوك والأمراء لحكومات الدول الإسلامية والجماعات الإسلامية عُرفت بالمطالب الخمسين» .

 


أحزاب الشيطان


أشار الفقيه الدكتور محمد خفاجي، أن جماعة الإخوان بدت بخطوات فعلية للمشاركة فى الميدان السياسي فترشح أفراد منهم لخوض انتخابات لمجلس النواب عامي 1942 و 1944، وباءوا بالفشل الذريع، لكن نهج جماعة الإخوان لم يقتصر منذ عام 1938 على الاستقواء بالدول الأجنبية، بل وتعدى هذا الأمر بفرض نفسها على الساحة السياسية فى أسوأ استغلال للدين بقيامها بوصف الأحزاب السياسية القائمة حينذاك بأنها أحزاب الشيطان.

 

أول حل للجماعة في العهد الملكي 


ويضيف: «ثم انكشف الوجه الإرهابى للجماعة مبكراً، وهو ما لا يدركه كثير من الباحثين، حينما تكشفت الدولة المصرية فى العهد الملكي أن حوادث القنابل والمتفجرات فى الشارع المصري كان يرتكبها شباب منتمين إلى جماعة الإخوان، الأمر الذى دفع الدولة المصرية فى العهد الملكي إلى حل جماعة الإخوان وكان ذلك هو أول حل لها بعد إنشائها.

اللجوء للقضاء 


وأوضح المستشار خفاجي، أنه بعد قرار حل الجماعة هرعت الجماعة إلى محكمة القضاء الإداري فى عهد رئاسة الفقيه الدكتور عبد الرزاق السنهوري، رئيس مجلس الدولة فى ذلك الوقت، وكانت حينذاك المحكمة وحيدة النشأة قبل نشأة المحكمة الإدارية العليا بعدة سنوات، فأصدرت المحكمة حكمها عام 1951 بإلغاء القرار المطعون فيه بحل الجماعة ومصادرة أمولها، إذ لم تتخذ الحكومة المصرية فى ذلك الوقت الإجراءات الكافية اللازمة لمواجهة إرهابهم.

 

عودة الجماعة إلى الوجود


كما لم تكن فكرة خلط الدين بالسياسة فى ذلك الوقت مما تحظره القوانين بصفة صريحة، فعادت الجماعة إلى الوجود ومزاولة نشاطها واستردت أموالها وكانت تلك البداية الخاطئة لوجودهم فى الميدان السياسي.

فطنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر 


وأكد الفقيه القاضي: «الرأي عندي أنه رغم وضوح المسألة منذ عام 1938 باشتغالهم فى السياسة، إلا أنهم أكدوا فى مناورة منهم بعد نجاح ثورة 23 يوليو 1952 أنهم جماعة دينية فقط حينذاك، فأصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بحل الأحزاب السياسية دونهم، إلا أن جمال عبد الناصر فى الجمهورية الأولى صحح الأمر بحكم شخصيته فى مجلس قيادة الثورة، فقد كانت قناعته أنها تستغل الدين فى السياسة ففطن إلى أنها تعمل بيقين فى مجال السياسة ولا تختلف عن الأحزاب السياسية فى شئ التى أصابها قرار الحل، وفى 14 يناير 1954 أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً باعتبار جماعة الإخوان المسلمين حزباً سياسياً يطبق عليها قرار مجلس قيادة الثورة الخاص بحل الأحزاب السياسية.

 

 

حادث المنشية.. ومحاولة إغتيال عبد الناصر 


وبان الوجه الإرهابي القبيح لتلك الجماعة، حينما حاولوا اغتيال خالد الذكر الرئيس جمال عبد الناصر فى حادثة المنشية الشهيرة بالإسكندرية .


 

 

السادات أخطأ بعودتهم للسياسة وراح ضحيته


وذكر الدكتور محمد خفاجي، أن جماعة الإخوان الإرهابية لجأت إلى مناورة أخرى فى الجمهورية الثانية فى عهد الرئيس محمد أنور السادات، على ركيزة من الالتزام فى الميدان السياسي، وكان ذلك خطأ استراتيجي آخر كلف مصر الكثير، فقرر الرئيس السادات عودة جماعة الإخوان إلى الحياة مرة أخرى.

خوض الانتخابات واغتيال السادات 


ثم خاضوا انتخابات فردية لترشيح عناصرهم فى مجلس الشعب دورة  1976، ثم دورة 1979، وتم اغتيال الرئيس البطل أنور السادات خلال عرض عسكرى فى 6 أكتوبر عام 1981 بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد عام 1973، وكان القاتل خالد الإسلامبولي بالاشتراك مع آخرين وهم جميعاً يدينون إلى مرجعية دينية متطرفة.

مبارك.. وتصحيح الأوضاع 


ويذكر الدكتور محمد خفاجي، أنه فى الجمهورية الثالثة فى عهد الرئيس حسني مبارك، خاضت جماعة الإخوان الترشح لانتخابات مجلس الشعب دورة 1984، ثم دورة  1987، ثم دورة  1995، ثم دورة  عام 2000.. وهنا اشتد ساعدهم وفازوا بسبعة عشر مقعداً بمجلس الشعب، وفى ذات عهد الرئيس مبارك  26 مارس 2007، تم تعديل الدستور الصادر عام 1971 متضمناً تعديل 34 مادة تضمن من بين تعديلاته نص المادة الخامسة منه بحظر إقامة أحزاب على أساس مرجعية دينية أو أساس ديني.

 

سرقوا ثورة 25 يناير 2011 وأنشأوا باسم الدين حزباً سياسياً


أوضح الدكتور محمد خفاجي، أن ذروة قيام جماعة الإخوان باستغلال الدين فى السياسة أتت واتية بعد ثورة الشعب فى 25 يناير 2011 واستطاعوا بنفوذهم الديني والسياسي خلال فترة الاضطراب بتاريخ 6 يونيو 2011 بإنشاء حزب سياسي رسمي لهم لأول مرة فى تاريخهم أسموه  حزب الحرية والعدالة.

الوصول إلى قمة السلطة والحكم


وأضاف: وفى 24 يونيو 2012 ونتيجة استغلال الدين بالسياسة فاز حزب الجماعة الديني السياسي بتولي رئيس الحزب وعضو مكتب الإرشاد محمد مرسي برئاسة مصر،  وفى تلك اللحظة استطاعوا أن يحققوا حلمهم بالوصول إلى قمة السلطة والحكم بعد 84 عاماً من تأسيس الجماعة، وكانت ولاية السنة التى تولوها كافية أن تقنع الشعب بنهج إرهابهم وعنفهم حتى ثار الشعب فى  ثورة 30 يونيه 2013.

 

التاريخ الدموي لجماعة الإخوان الإرهابية


ويختتم المستشار خفاجي قائلاً: وهكذا رأينا التاريخ الدموي لجماعة الإخوان الإرهابية وانتهاجهم العنف والتطرف، واستغلالهم أزمات الشعوب للإضرار بالسلام الاجتماعي والإنساني، واستغلالهم أيضاً خلط الدين بالسياسة منذ العصر الملكى وفى عهود الجمهوريات الأربعة.

 

قرار الرئيس السيسي 


وأضاف: يُعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، المنبثق من إرادة الشعب بمحق الجماعة الإرهابية قراراً قومياً صائباً قد تأخر 75 عاماً منذ بداية خلطهم الدين بالسياسة بعد نشأتهم بعشر سنوات فى عام 1938، وفى ظل الجمهورية الرابعة الحالية فى عهد الرئيس السيسي، لم تقم لهم قائمة تذكر على الساحة السياسية ولا الدينية التى كانوا يستغلونها ويخلطون فيما بينها لتحقيق أطماعهم فى السلطة.

بداية الصفحة