الأدب

جنون الشهرة ونداء قصيدة

كتب في : الجمعة 14 مارس 2025 - 11:59 صباحاً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

قصيدتي عن إحدى المريضات بالهوس وجنون الشهرة وضحية أسرة مفككة

أم ضعيفة لا حول لها ولا قوة وأب تخلى عن مسؤولية التربية وضيَّع مَنْ يعول ومجتمع ظالم نُزعت منه الشفقة والرحمة

يحكم بلا معرفة وكأن الجميع شرفاء لا يوجد مخطئ على وجه الأرض مجتمع أفراده نصَّبوا أنفسهم آلهة ونطقوا بالحكم .... أتحدث عن تلك المذيعة التي امتلأت المواقع بأخبارها وفيديوهاتها المسجلة ....

عن تلك التي خرجت عن وعيها سواء بإرادتها أو رغمًا عنها...قطعًا هي مريضة نفسيًا فلا يوجد إنسان على وجه الأرض يسعى لهدم نفسه وتشويه سمعته والتسبب في الأذى لنفسه والآخرين بلا مبرر ومن يستطيع أن يفتينا في هذا أصحاب الشأن من الأطباء وعلماء النفس خاصة وأن لها سابقة التواجد والعلاج بمصحة نفسية نتيجة ظروف قاسية عاشتها على حد قول المقربين منها وليس قولي، وهو شأن يحتاج التحقق منه بدلًا من اتهام مريضة نفسية بالفسق والفجور وتدوال فيديوهاتها على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المختلفة، والسؤال هنا

أين عائلتها ولماذا لم يمنعوها من الظهور بهذا الشكل المشين؟

أتعاطف معها كمريضة إن تم فحصها بواسطة أطباء واستشاريين ذوي خبرة وتم التحقق من مرضها وإثباته

ولقد ابتلينا في عصرنا هذا للأسف الشديد بصناعة الترند وانتشاره لنيل الشهرة وقد يكون صاحب الترند نفسه هو من يفعل هذا بنفسه أو مستفيد آخر يريد الشهرة على حساب مراعاة الضمير ووأد الأخلاق والمبادئ ولهذا كتبت قصيدتي النثرية كعضو فاعل في مجتمع يحتاج لصحوة وإعمال للفكر

صرخات مشهورة

بقلم الشاعرة والكاتبة

حنان فاروق العجمي

تلك أنا الهاربة المظلومة

المجني عليها الشهيرة

هل قَرَّت أعينكم برؤيتي كسيرة؟

هل استمتعتم بفضحي وماتت فيكم البصيرة؟

لم أطلب شيئًا يُذكَر ...فقط طبيب وجبيرة

كوب من اللبن لطفلي أو كسرة خبز

لم يدخل فمي طعام قط

لا أعلم ..يدور برأسي ألف رمز

وعروقي تئن وتهتز

أخرج من جسدي كل يوم

وأعود إليه فأشمئز

قد أبدو كفتاة ليلٍ مشهورة

أعلم ستقولون كافرة موتورة

نصَّبتم أنفسكم للعدل قضاة

وكان الحُكم أني ملومة

من داعية ورعة إلى مشؤومة

ضَلَّت شمسي طريقها

احترق نور قلبها

أظلَمَت فقتلوها

أين العدالة يا سارقيها

دفنتم رؤوسكم في رمال غمَرَتها

ظننتم أن كل الأعناق من الخطأ معصومة

شريعة الله ثواب وعقاب بعد حساب

وشرائعكم شرائع الغاب

سؤال وسَنُّ قوانين دون انتظارٍ لجواب

لكل داءٍ دواء ودائي لكم مستطاب

تستعذبون الخوض في سيرتي

يعجبكم صوت الآه في حكايتي

تتهامسون هذه نهايتي

أقرباء غرباء تركوني لوحدتي

لم أجد البيت الدافئ

جدران باردة تَلُفُّني

رياح عاصفة تحضنني

طيبتي قوبلت بالشر كمُكافئ

أسلاك شائكة تحاوطني

أحاول قطعها فتغلبني

لا مُنقذ لي ولا وصول لمرافئ

يقولون ادِّعاء فاجرة

لنعم الله عليها ناكرة

أين عقلي؟

كيف ذهبت الذاكرة؟

رحلتُ بلاعودة عن عالمكم

لكني أعلم أرواحكم الماكرة

تنهشون لحمي أمامي

ترددون مجنونة سافرة

ألا تعلمون أن النفس تمرض؟

وأني لا أريد حياتكم

دعوني وشأني إني مغادرة

إلى حيث لا أدري مغادرة

المذيعة هي أ-ل-ا-ء-ع-ب-د-ال-ع مقدمة البرنامج الديني على إحدى القنوات الفضائية والتي كان لها عدة برامج قبل ارتدائها الحجاب وكانت قد تخرجت من كلية الإعلام وكما نعلم الهدف الرئيس لأي إعلامي هو العمل في مجاله وتحقيق الشهرة وهو هدف وحق مشروع وتحقيق ذلك يكون بالسعي والاجتهاد والوصول إلى ذلك بأسلوب صحيح وليس فقط البحث عن داعم ومعلنين وتقديم الإسفاف وما لا يفيد الناس بل ما يتوافق مع الذوق العام، ويعد البدء بالقنوات الصغيرة وغير المعروفة وكما يطلقون عليها قنوات تحت بير السلم ليس عيبًا يوصم به أصحابه إن كانوا أصحاب رسالة مجتمعية هادفة وهناك الكثير من الشباب يلجأ لهذا في بداية حياته العملية وما لا يعلمه الكثيرون أن حلقات هذه البرامج تُصوَّر بمقابل مادي يقوم بدفعه المذيع أو مقدم البرنامج إما بمفرده أو قد يقدم معه البرنامج مذيع آخر أو اثنين ويتشاركوا الحلقة المقدمة والمبلغ المطلوب يُقسَّم بينهم مقابل ظهورهم والترويج لاسمهم وكذلك ضيوف هذه البرامج إلا إن كانت هناك مؤسسة إعلامية أو للدعاية والإعلان تقوم بتبني هذه البرامج مستخدمة الوجوه الجديدة وغير المعروفة ويكون الربح عن طريق الإعلانات ويأخذ جزء من هذا الربح والجزء الأكبر لشركة الدعاية أو المؤسسة التي تتبنى هذه البرامج، وهكذا يكون الحال "نٓفَّع واستنفع" إلى أن يقوم الله بحلها ويشتهر المذيع ويُطلب في قنوات أكبر وهذا يتطلب الكثير من الجهد والمال والعلاقات والمعارف للوصول وتحقيق الهدف وبالطبع شيء صعب المنال فليس كل خريج إعلام يستطيع تحقيقه وهذا هو الواقع للأسف فلا يوجد إلا عدد من الإعلاميين المشهورين والمعروفين ويكاد يمكن عدهم على أصابع اليدين والذين لهم برامج معروفة ولا يتغيروا ولا يوجد وجوه جديدة على الساحة وبالتأكيد يتقاضون أجور وهمية

إذن لا مكان لأي إعلامي حديث العهد ليبدأ ويحقق ذاته، كان لابد وأن نتطرق لهذه النقطة حتى تستطيع أن تعلم عزيزي القارئ لماذا يتجه أي شاب في بداية حياته إلى صناعة الترند حتى يحصل على الشهرة

هذا جزء من الموضوع والجزء الآخر والذي عرضته أعلاه وكتبت قصيدتي عليه هو طرح يتصل بشكل مباشر بكيف تحقق هدفك من شهرة ومال ليمكنك الوصول إلى قمة الهرم... إما أن تختار الأسلوب الأسهل والفرقعة لتكون حديثًا للناس بكل مكان وأمامك طريقين الأسلوب الرخيص بتقديم الإسفاف والعري وللأسف ينتشر ويحقق مشاهدات على السوشيال ميديا، أو اختيار الأسلوب الشاق وصعود السلم واحدة واحدة لكن إعمل حسابك من الذي سيُموِّلك ماديًا

هناك من يسعى ويجتهد ويبحث سنوات وسنوات ويعاني الأمرّٓيْن إلى أن يصل لهدفه وهناك من ينحرف عن الطريق الصحيح ويلجأ لأساليب غير أخلاقية للوصول، وهناك من ييأس ويصاب بالإكتئاب والأمراض النفسية خاصة إن كانت ظروفه الاجتماعية مثل هذه المذيعة التي هي صاحبة الترند المعروف والتي خلعت الحجاب وتحولت من مقدمة للبرامج الدينية إلى الحالة التي أصبحت عليها غير اللائقة ليس فقط كإعلامية وإنما كامرأة محترمة وأم لطفلة صغيرة ستكبر يومًا ما وترى هذه الفيديوهات المنتشرة عن أمها ولاذنب لها في انهيار أمها النفسي لظروفها القاسية أو حتى إن تم تشخيصها كمريضة بمرض نفسي من طبيب ومتخصص، وحتى الشهرة هناك مرضى بها ويجب علاجهم ومواجهة هذه الظاهرة المُتَفَشِّيَة في مجتمعاتنا حتى تتحلى هذه المجتمعات بالبنية السليمة وتنهض بشبابها الذين هم اللبنة الأساسية لها، وتبني المواهب الشابة الصغيرة وتقديمها بالشكل اللائق فتُفيد نفسها وغيرها من مُتلقي الرسالات الإعلامية بمختلف ثقافاتهم وأعمارهم ...هكذا تنهض الأمم وتقوم الحضارات، لا تستهينوا بهذه الموضوعات ولا تلقوا باللوم على الشباب بل وفروا لهم فرص للعمل حتى يستطيعوا أن يعولوا أنفسهم وأسرهم، قوموا بحصر عدد الآباء الذين رموا أبناءهم بالشوارع دون ضمير أو رحمة، احصروا عدد الأمهات المعيلة لأبنائها ولا تستطيع الإنفاق عليهم

أو الحصول على وجبة طعام زهيدة الثمن لأطفالهم وسط هذا الغلاء المعيشي الذي يعلمه الجميع، لا تضعوهم تحت

المجهر وتتهموهم لماذا تتزوج المطلقة وتدخل رجل غريب على أولادها ماذا تفعل هل تتجه للانحراف للإنفاق على أولادها أم الأصح تتزوج من يستطيع الإنفاق عليها وعلى أولادها ويستطيع إعالتهم وتربيتهم وأن ينشأوا في بيئة صحيحة اجتماعيا بها أب وأم يرعون أبناءهم ويحافظون عليهم، ضرورة توفير الرعاية الصحية والنفسية للأسر المفككة حتى لا نجد ما نراه من فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي لفتيات وشباب يعرضون أنفسهم بشكل مهين ومحزن ونهاية القول ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

بداية الصفحة