رياضه

نجومهم غابت وأفلت في عالم الساحرة المستديرة.. أساطير يقتربون من الاعتزال

كتب في : الثلاثاء 11 مارس 2025 - 12:37 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

 

◄ لوكا ودي بروين وجندوجان وإيركسين ومولر جاهزون لكتابة السطر الأخير

إما للتقدم في السن، أو تراجع المستوى، أحياناً يكون العاملان مجتمعين، المهم أنها أسباب ومقدمات لخفوت الأضواء والنجومية المُسلطة على هذا أو ذاك فى كل مجالات الحياة.

كرة القدم من ضمن أبرز المجالات المرتبطة بالشُهرة والنجومية، لذا فالسطوع والخفوت كلاهما يأخذ حقه من الفحص والنقد والسرد، هناك من يسجل ويصنع، وآخر يتسبب فى استقبال فريقه لأهداف.

في ٢٠٢٥، قد نشهد ما يُشبه تراجع بعض النجوم الذين كانوا ومازالوا ملء السمع والبصر إما بخروجهم لأندية لا تُنافس في أوروبا، أو الاعتزال الرسمى النهائى عن اللعب، وإن كان العامل الأول هو الأقرب للحدوث.

أسماء قد لا تكون كثيرة، إنما متنوعة وتركت تأثيرًا لافتًا فالعشر سنوات الأخيرة أو ما يزيد على ذلك، كان بعضهم سببًا فى تعلق الجماهير بأنديتهم أو مراكزهم داخل الملعب بعدما صنعوا طريقة لعب خاصة بهم وصعبة التكرار، إلا أنها تعد بمثابة منهج لمن يأتى بعدهم لدراسته ومحاولة تقديم نموذج منه، فى السطور التالية نسرد بعضًا من هؤلاء الذين تظهر علامات ابتعادهم عن أضواء المستديرة.

◄ الأمير.. رغم العطاء

لا يختلف أحد على أنه ضمن أفضل المواهب عبر التاريخ في مركزه، بل سيتم وضعه ضمن أفضل اللاعبين تاريخيًا بكل المراكز، ولمَ لا وهو الكرواتى لوكا مودريتش، الذى يُعرف من ضمن ألقابه بالأمير لوكا.

يقدم النجم الكرواتي مع فريقه ريال مدريد إبداعًا متواصلاً منذ ما يقرب من ثلاثة عشر عامًا مع الفريق الإسبانى.. يكتب مودريتش أرقامًا قياسية متواصلة بعد اقترابه من عامه الأربعين وهو مازال يلعب ويبدع ويسجل.

منذ فترة قريبة أشاد المدرب الإيطالي للريال كارلو أنشيلوتي بلاعبه مودريتش فيما يعنى ويشير إلى أنه مازال قادرًا على العطاء.

حصل لوكا من قبل على جائزتى أفضل لاعب في العالم وأفضل لاعب في أوروبا، توج بكل شئ ممكن مع الريال، حتى أنه وصل مع منتخب بلاده لأفضل إنجاز في تاريخها الكروي بالوصول لنهائى كأس العالم ٢٠١٨ والخسارة أمام فرنسا.

رغم مواصلة المشوار بإبداع، إلا أن بلوغه عامه الأربعين قد يكون كافيًا له لتتوقف المسيرة التاريخية مع الريال، بل من الممكن أن تكون مع كرة القدم التى ستفتقد كثيرًا لإبداعات لوكا.. يعد النجم الكرواتي لاعبًا شاملاً، يصنع ويسجل ويراوغ ويدافع وينطلق ويفسد هجمات الخصم، لذا فانتهاء الرحلة المرتقب سيكون حزينًا لملايين العاشقين لكرة القدم وأحد أبرز مروضيها.

 

◄ ثنائي السماوي

لعل تراجع فريق مانشيستر سيتي لا يخفى على أحد فى ظل موسم به الكثير من الأرقام القياسية السلبية للفريق الملقب بالـ«السماوي»، ويعد أبرز من تأثروا بهذا التراجع وكانوا جزءًا منه، النجمان، البلجيكى كيفين دي بروين والألماني إلكاي جندوجان، وللمصادفة أيضا أنهما فى مركز وسط الملعب.

يعد دى بروين أكثر شعبية وقدرات من زميله الألمانى، ساهم النجم البلجيكي في كثير من الإنجازات التى حققها النادى الإنجليزى خلال الأعوام الماضية.

دى بروين هو اللاعب الذى انطلق بعد مغادرته لتشيلسى حينما كان صغير السن مع البرتغالى جوزيه مورينيو، لعدم حصوله على فرصة لينطلق مع السيتى ويسطر تاريخًا بالتتويج بمختلف البطولات مع السيتي.

يعد كيفين من الأجيال الذهبية في تاريخ منتخب بلجيكا، وصلوا للمربع الذهبى بمونديال روسيا ٢٠١٨ بعدما أطاحوا بكبير المنتخبات البرازيل، وكان دى بروين أحد أبرز الأسباب.

يمتاز دى بروين بالقوة والسرعة والمراوغات والتصويبات، صانع ألعاب كما يقول الكتاب، ورغم أنه لم يتجاوز عامه الثلاثة والثلاثين، إلا أنه يقدم موسمًا يُنذر بنهاية مشوار النجومية على الأراضى الأوروبية، وبدا وكأنها إعلان بتراجع القدرات والإمكانات. كذلك الأمر بالنسبة لزميله الألمانى جندوجان، والذى يكبره بعام، إلا أن رحلة إلكاى كان بها بعض الغرابة، فمن تألق لافت فور انتقاله من بوروسيا دورتموند الألمانى للسيتى، حتى أنه وصل لقمة المجد الكروى فى موسم ٢٠٢٣/٢٠٢٢، وكان السبب الرئيسى لتتويجات محلية كالكأس والدورى، إلى اتخاذ قرار لم ينجح فيه بالانتقال لبرشلونة، ليعود سريعًا مرة أخرى للسيتى وكأنه تبدل بلاعب آخر، وسريعًا دخل فى الحالة السلبية التى أصبح عليها فريقه هذا الموسم، ومما يقدمه مؤخرًا، مع تقدمه فى العمر، يبدو أنها نهاية اللمعان الكروى للاعب الألمانى.

◄ العائد من الموت

لا يوجد لاعب اشتهر حديثًا ومؤخرًا بحادث داخل الملعب، مثلما حدث مع الدنماركي كريستيان إيركسين، الذى كاد أن يفارق الحياة فى مباراة مع منتخب بلاده بيورو ٢٠٢٠ توقف قلبه ثم عاد للحياة، بل عاد لممارسة كرة القدم بشكل طبيعى، بل انتقل انتقالاً تاريخيًا بالنسبة له من برينتفورد لمانشيستر يونايتد.. يبلغ إيركسين من العمر ٣٣ عامًا، ورغم عودته للملاعب بشكل طبيعى، إلا أنه لا يشارك فى مباريات كأساسى بشكل كبير، وقد يكون الموسم الجارى هو الأخير له فى مستوى عالٍ بالكرة الأوروبية.

◄ المونديالي البافاري

اشتهر النجم الألمانى توماس مولر، بقدرته على التسجيل فى أكثر من نسخة بكأس العالم، ويمتلك تاريخًا كبيرًا مع فريق بايرن ميونيخ، إلا أن الزمن وعوامله لا يحتاجان لشرح أو تبيان.
وصل مولر لعامه الخامس والثلاثين، ولم يعد أساسيًا فى تشكيلة كبير ألمانيا، حصد مولر على كم من البطولات التاريخية مع البافارى تجعله يفخر بتاريخه المتنوع ويكفيه أنه توج بأهم بطولتين يحلم بهما أى لاعب فى العالم، كأس العالم مع ألمانيا ودورى الأبطال مع بايرن ميونيخ، فهل بعد التراجع الفنى، وتقدم العمر يكون الاعتزال قراره، خاصة أن من لعب فى البايرن، يصعب عليه خوض رحلة احتراف مع غيره.

بداية الصفحة