الأدب
... ' ماردُ من نار ' ...
مر عام
تلاه عام
على لحظة الاشتعال
على صمت تأجج
مارد من نار
مر عام
تلاه عام
كما المرُ... يمر
كفوهة بركان
كل شىء كان ينذر بالخطر
غصةً تلو غصة
تبتلع الليل المتمدد بين القطبين
تتساءل عن صبح لا يحمل وهج الإشراق
ووجه بات نذير متاهة
والفكر كما الغول يعربد
ينهش لحم العمر الفائت قسرا
ونهر الصبر ازداد ملوحة
عتقه تنين الشك بكأس
نخب رماد يوشك أن يتسيد
يمحو أثرك عن وتري
ويوغل في غابات الحنظل
مر عام
تلاه عام
على مشهد موتي أمامك
وصراخ يتزلزل في جنبات حكاية
ياسيد وهمي
لم تتقن فن السرد
كنت العائدة من شاطىء حلمي
أتلمس فيك الشغف وأنت
تمثال شمعي
وبجوفي لهيب سؤال
من شتت فيك مناك
من ضيع مرفأ.. وأباح المطلق
تلك الليلة
كانت كل روائح غدرك تتلبسني
أيقنت بغرق يتربصنا
ومعاول تيهي
تنبىء عن هدم المعبد
أوتذكر
امرأة تتخبط في جدران الحيرة
تلهث فزعا
تستنكر لهوك
ياذ الفارس كيف أقمت السد
ودققت خيامك في منحدر العتم
تلك الليلة
أصبتُ الضوء في مقتل
وكشفت الستر
وأنا انهيار وانهمار وانشطار
وجنون قلبي ينفيك مني
وأنا..
في قبضة الحزن أخبو
أرخي لحظتي...
أتساقط ندما
أي خائن مر بي
سكن دمي
ومن كل كلي.. راح يغترف
وفي محفل الدمع قايضني بنزقه
فخخ الليل حشرجة ومشنقة
وأباحني نافورة من الأوجاع والمِحن
ترى
كم من الزمن مر وأنا
مستباحة للمخاوف والظنون
والجنون والدمع الهتين
كم مرة متُ واستحلت
شبحا يحوم حول جسدي
ورماح حزني كالعاديات
يازمان التيه مهلا
درت حولي ودرت بي
ومن رمادي نبتت نوارس
شهقة الروح عاندت موتي وعادت
شمسي الجريحة أنبأتني
ضوءك أبي لا يفارق
أدركت أني لستُ لك
لستُ فيك ولستُ بك
الآن أغلق النبض دونك
أفتح كتاب الضي باسمي
أمحو تيهك عن ربوعي
تغدو مواسم من زوال
وأغدو
منى القصيد
فوق السطر يختال !!
بقلم / منى عثمان