عالم

«فاينانشيال تايمز»: بيت هيجسيث تحت الحصار بينما يغرق «البنتاجون» في حالة من الفوضى

كتب في : الأربعاء 23 إبريل 2025 - 4:23 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أصبح تحت الحصار بينما تغرق وزارة الدفاع البنتاجون في حالة من الفوضى.

وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أن البيت الأبيض سارع بالدفاع عن هيجسيث بعد كشفه معلومات بشأن ضربات جوية أمريكية على اليمن في مجموعة دردشة عبر تطبيق "سيجنال" ضمت كلا من زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي .

وقالت الصحيفة إنه مع بقاء هيجسيث في منصبه، تُثار مخاوف من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجد أمامه وزارة دفاع في حالة من التشتت في الوقت الذي يسعى فيه إلى تحقيق أهداف طموحة في السياسة الخارجية، بما في ذلك التوسط في اتفاق سلام في أوكرانيا، وإصلاح حلف الناتو، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ومواجهة خطر تصعيد جديد مع الصين.

ونقلت الصحيفة عن بنيامين فريدمان، مدير السياسات في منظمة "أولويات الدفاع"، التي تدعو إلى سياسة خارجية أمريكية أقل تدخلا: "إن نقص خبرة هيجسيث يُمثل عيبا كبيرا". وأضاف: "هذا يزيد من احتمالية انشغاله بقضايا الإدارة الداخلية، بدلا من وضع السياسات وقيادة البنتاجون".

وكتب جون بولتون، مستشار الأمن القومي لترامب خلال ولايته الأولى، على منصة إكس: "إن الخلل الوظيفي في هيجسيث يُنبئ بقية البنتاجون وشركائنا حول العالم بعدم جدية مكتب وزير الدفاع".

وأشارت الصحيفة إلى أن الغالبية العظمى من الجمهوريين لا تزال تدعم هيجسيث، وبعضهم بشكل حماسي. لكن دون بيكون، عضو الكونجرس الجمهوري عن ولاية نبراسكا والجنرال السابق في القوات الجوية، انشق عن الحزب في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية هذا الأسبوع، قائلا إن سلوك وزير الدفاع "غير مقبول" ولن "يتسامح" معه لو كان رئيسا للولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، استغل الديمقراطيون الاضطرابات في البنتاجون، محذرين من أنها تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.

وقال دون باير، العضو الديمقراطي في مجلس النواب عن ولاية فرجينيا، والذي تضم دائرته مقر وزارة الدفاع، للفاينانشال تايمز: "البنتاجون كارثة في الوقت الحالي.. هذا رجل متهور وأحمق، والجميع من حوله يعلم ذلك".

وأضاف: "يجب على حلفائنا في الناتو أن يتساءلوا جديا عما يحدث في البنتاجون عندما يرون شخصا مثل هيجسيث يقوده. في هذه الأثناء، لا بد أن الصين وروسيا تشعران بسعادة غامرة " .

ولفتت الصحيفة إلى أن هيجسيث كان أحد أكثر اختيارات ترامب إثارة للجدل خلال ولايته الثانية. وكادت اتهامات عدم تأهيله للمنصب، إلى جانب مزاعم سوء السلوك، أن تُفشل تأكيد مجلس الشيوخ لتعيينه في المنصب. 

وبحسب الصحيفة، بدأت فترة هيجسيث في وزارة الدفاع بتطهير مبكر لكبار الضباط العسكريين، بما في ذلك استبدال الجنرال سي كيو براون بالجنرال دان كين رئيسا لهيئة الأركان المشتركة، في محاولة لإعادة هيكلة الوزارة.

لكن سلطته تعرضت لضربة قوية الشهر الماضي عندما تمت مشاركة محادثة عبر تطبيق سيجنال، شارك فيها كبار المسؤولين الأمريكيين يناقشون تفاصيل الضربة العسكرية ضد أهداف الحوثيين في اليمن، عن طريق الخطأ مع صحفي. لكن الكشف عن مجموعة رسائل ثانية على سيجنال، ضمت زوجة وزير الدفاع، وهي تناقش الضربات اليمنية، زاد من الضغط عليه.

وفي غضون ذلك، دفع الانشغال المتزايد بالتسريبات الداخلية هيجسيث إلى إقالة ثلاثة من كبار مساعديه - دان كالدويل، ودارين سيلنيك، وكولين كارول - وكان قد أحضرهم معه إلى وزارة الدفاع.

وقال الثلاثي في ​​بيان مشترك إنهم كانوا هدفا "لهجمات لا أساس لها" ولم يتم تبليغهم حتى بما يُحقق معهم بشأنه. لكن هيجسيث عزز موقفه أمس الثلاثاء ضد حلفائه السابقين، قائلا لقناة فوكس نيوز إن هناك "أدلة كافية للاعتقاد بأنهم أو آخرون مقربون منهم كانوا طرفا في التسريب". كما أعاد هيجسيث تعيين جو كاسبر، رئيس أركانه، في منصب مختلف داخل البنتاجون، مما زاد من حالة الالتباس.

وفي هذه الأثناء، دافعت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، عن هيجسيث أمس، قائلة للصحفيين إنه ببساطة هدف "لحملة تشويه".

لكن بنيامين فريدمان، الذي قال إنه يشارك ترامب بعض أهدافه المتعلقة بالأمن القومي، قال إن "غياب التوجيه السياسي" الصادر عن البنتاجون أمر مقلق. وأضاف: "يبدو أن هيجسيث لا يملك الكثير من الأفكار حول ما يريد فعله، سوى التذمر من وسائل الإعلام واليقظة".

بداية الصفحة