الأدب
َوجَعُ الشِّعْر

الـشِّـعْـرُ أَمْــسَـى غَـارِبَـا بِـرَبـابِي = وَقِــرابُ رُوحــي يَـمْـتلي بِـعِـتابِي
مَـعْـمُـودَةٌ وَدَوا الــجُـروحِ مُـسَـمَّمٌ = وَمَـواجِـعي سـاقَـتْ رِيـاحَ عَـذَابي
لَـكَ أَنْ تَـظَلَّ مُصَافِحَـا كَفّ الْهَـوَى = وَبِـــإنْ تُـحِـبَّ وَتَـكْـتّـوي بِـغِـيابِي
أَنَا غُرْبَةُ المَنْفَى الْمُسَجَّى بِالنَّوَى = لا لَــنْ أَعُــودَ وَلَـنْ يَـجيء جَـوابي
إِنِّـــي نَــزَعْـتُ الـيـوم كَــلّ تَـجَـذّرٍ= وَغَــدَا الْـبَنَفْسَج يَـلْتَــوي بِـسَرابي
قَــدْ كُـنْـتُ شـاعِرِة الـمَنَافِيَ مَـرَّة = وَهَــوَتْ حِـرابـي هَـشَّـةً بِـمُصَابِي
وَجَــعُ احْـتِـضاري ما يَـزال مُـلَوِّحَا = وَجَـنـازَتـي نَــقَـرَتْ تَدُقُّ بِـبـابِي
أَنـــا رُبَّـمـا قَــدْ كُـنـتُ يَـوْمَـا جَـنَّـة = وَعَـلى الـدُّروبِ تَـقَطَّعَتْ أّسْـبابي
وَمَدى السَّرابِ بِهِ مَشَيْتُ بِغُرْبَتي = وَأَسَـى الْـحَياة يَـخُطّ فـي أَعْتابــي
ما عُـدْتُ شاعِرَة أَنا أَشْدو الَهَوى = بِدُروبِ شَـعْـرٍ وَالـحُروف صِحابي
وَجَـعـي يَـفُـورُ بِكُـلِّ حَرْفٍ كُـنْتهُ = وعـلى خُطوطِ الحُزْنِ صارَ نِصابي
أنـا آخـر الـمَلكات في مُدُنِ الهوى = والآن صِـرْتُ بِـصَـفْـحَةِ الـغُـيّـابِ
وَالـقَـهْرُ يَـعْـزِف لـي عَـذابات الأنـا = بَـمَـدى الـسَّرابِ لِـيَسْتَفِزَّ حِـرابي
وَيـعـود يَـفْـتَح بــابَ كُـلَ مَـواجِعي = نَــحْوَ الـرحـيـل لـخَـلّـة الأَعْـطابِ
مــا هَـمَّـني ورد يزيّن شُـــرْفتــي = فَـالـسُّـمُّ يَـنْـفثُ سُـمَّـهُ بِــــرِِحـابي
يــا حُــزْن كَــمْ مِـنْ مَـرَّةٍ كُـنَّا مـعا = وَالـمُـرُّ حَـنْـظَـلَ مُـــرَّهُ بِـشَـبـابي
مُـدُن احْـتِراقي في احْتِراقي زَفْرَةٌ = مَــنْــفِـيَّـةٌ بِــعَــواصِـم الأَغْـــرابِ
وَتَـرَكْتُ ظِلّي في شُقوقِ مَدينَتي = وَهَــوَى الـصُّمُــودُ مُـشَتِّتًا أسْـرابي
مـا عادَ شَيء فــي الحَياةِ يَشُّدني = إلّا الــغِــيـاب يَـلُـفّـنـي بَـضَـبـابـي
مـا عُـدتُ أرْغَـب أنْ أكـونَ حَـقيقَةً = فَـأنـا الـتَّـشَظِّيَ قَـدْ أهـالَ تُـرابي
مـا بَـينْ صَـبْري وَاحـتِراق تَـصَبّري = نـطق الـشعـور بِـغنَّةِ الإطْـنابِ
مُـذْ صِـرْتُ حُـزْنَــا عِـنْد أوّلِ دَمْعَةٍ = فَـوْقَ الـيَـبابِ بِـعَـتْمةِ الـسِّـردابِ
فـازْعَقْ كَما صَوْت الرِّياح بِخَيمَتي = فـأنا الـتَّـشتّت قَـدْ أضـاعَ صَـوابي
..................
شعر ختام حمودة