لقد  أُجريت خلال السنوات الأخيرة دراسات عدة حول تأثير التكنولوجيا الحديثة، خاصة شبكة الإنترنت، على العقل البشري، حيث يُعد هذا التأثير مسألة مهمة في ظل تعاظم قدرة البحث عن المعلومات وتلقي كم هائل منها ومعالجتها عن طريق محركات البحث في الإنترنت. كما أصبح متاحاً القيام بعدة مهام في آن واحد باستخدام الكمبيوتر والأجهزة الذكية، مثل (كتابة وصياغة نصوص، وإجراء حوارات عبر الشات في فيسبوك، وتبادل الرسائل عبر الإيميل، وقراءة آخر الأخبار في تويتر...  الخ   حبث تعمل هذه التكنولوجيا على خلق بيئة جديدة لها تداعيات كثيرة ومهمة على كل ما يحيط بها، لأن عقولنا تتأقلم بشكل حسي ويعاد ترتيب خلاياها بشكل جديد أو بضمور بعضها,,,, وليس طبعا كما يحدث بالذكاء الاصطناعى 
   ولعل ما نراه حاليا من أمور عجيبة وغريبة  مثل برامج أذاعية المفروض أنها عامة للجميع ولكننا نجدها وكأنها تخص    فقط معدوها وعدد محدود جدا من أصدقائهم وتترك بقية المستمعين .... الى جانب ما يراه المستمع الآن من عمليات أختبارات الذكاء التى يشارك فيها أشخاص يبحثون عن الأجابات من شبكات التواصل الأجتماعى المعروفة ويتلقون التهانى بفوزهم الشخصى والمفتقد تماما للحقيقة..... ؟  
    ويعتقد العلماء والعقلاء من البشر  أنه سيكون لشبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وغيرها بالغ الأثر على الأنظمة الدماغية، فهي ستؤدي بعقل الإنسان بحلول منتصف القرن الحالي إلى أن يصبح طفولياً تماماً، وعُرضة إلى الوقوع في متاهات السهو وعدم القدرة على التركيز والحس .....
    لذا تقوم حكومتنا الرشيدة الحالية  وبقيادتها الملهمة بمعالجة والتعامل الدقيق مع آليات البحث الإلكترونية  التى أصبحت تغرق جيل مستخدميها في محيطات من الأجوبة السطحية لأسئلة تافهة، لتبعد قدرات العقل البشري عن التفكير الجدي والعميق الذى تمتعنا به فى القرن الماضى  والذى سسوف نراه فى برامج أصلاح التعليم الشاملة  الحالية والتى ستستغرق من الوقت والجهد والتكاليف الكثير والكثير...... 
والله الموفق والمستعان
نبيل شبكة
مستشار ثقافى سابق  المنصورة