عالم
الخسائر تصل لـ 20 تريليون دولار.. موجات حر غير مسبوقة تجتاح أوروبا وسقوط ضحايا

مع تسارع أزمة المناخ، ترتفع درجات الحرارة في أوروبا بشكل أسرع من أي منطقة أخرى حول العالم، ووفقاً لتقريري حديث عن حالة المناخ في أوروبا ذكرت منظمتان كبيرتان لمراقبة المناخ، أن أوروبا هي القارة الأسرع في ارتفاع درجات الحرارة وأن درجات الحرارة فيها ترتفع بما يقرب من ضعف المتوسط العالمي، وحذرت من العواقب على صحة الإنسان وذوبان الأنهار الجليدية والنشاط الاقتصادي.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة ووكالة "كوبرنيكوس" للمناخ التابعة للاتحاد الأوروبي في تقرير مشترك إن القارة لديها الفرصة لتطوير استراتيجيات مستهدفة لتسريع التحول إلى الموارد المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية استجابة لتغير المناخ.
وولدت القارة 43% من احتياجاتها من الكهرباء من الموارد المتجددة في العام الماضي، مقارنة بـ 36% في العام السابق، حسبما تقول الوكالات في تقريرها الأوروبي عن حالة المناخ للعام الماضي، وتم توليد المزيد من الطاقة في أوروبا من مصادر الطاقة المتجددة مقارنة بالوقود الأحفوري للعام الثاني على التوالي، وفقا للعربية.
تظهر أحدث متوسطات الخمس سنوات أن درجات الحرارة في أوروبا ترتفع الآن بمقدار 2.3 درجة مئوية (4.1 فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الصناعة، مقارنة بـ 1.3 درجة مئوية أعلى على مستوى العالم، حسبما يقول التقرير، وهو ما يقل قليلاً عن الأهداف المنصوص عليها في اتفاق باريس للمناخ لعام 2015. للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
وقالت إليزابيث حمدوش، نائبة رئيس وحدة كوبرنيكوس في المفوضية الأوروبية: "شهدت أوروبا عاماً آخر من ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الظواهر المناخية المتطرفة - بما في ذلك الإجهاد الحراري مع درجات حرارة قياسية وحرائق الغابات وموجات الحر وفقدان الجليد الجليدي وقلة تساقط الثلوج".
ويشكل التقرير تكملة قارية للحالة الرئيسية لتقرير المناخ العالمي الذي تصدره المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، والذي يُنشر سنويًا منذ ثلاثة عقود، وجاء هذا العام مصحوبًا بـ "إنذار أحمر" يحذر من أن العالم لا يبذل ما يكفي لمكافحة عواقب تغير المناخ.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات من أن موجات الحر يمكن أن تقتل نحو 250 ألف شخص سنويا فى أوروبا وحدها بحلول عام 2100.
خسائر بالتريليونات
وتُقدر التكلفة الاقتصادية لموجات الحر سنويا فى جميع أنحاء العالم بما يتراوح بين 16 تريليون دولار و20 تريليون دولار، وفقًا لدراسة نُشرت فى 2022 فى مجلة «تقدم العلوم» (Science Advances) وهى دورية أمريكية تصدر عن «الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم». ووجدت الدراسة أن موجات الحر لها تأثير سلبى كبير على النمو الاقتصادى.
وأفاد "كوبرنيكوس" أن شهر مارس كان الشهر العاشر على التوالي الذي تسجل فيه درجات الحرارة الشهرية القياسية. وقال التقرير الأوروبي إن متوسط درجة حرارة سطح البحر للمحيطات في جميع أنحاء أوروبا وصل إلى أعلى مستوى سنوي له في عام 2023.
ويركز التقرير الأوروبي هذا العام على تأثير درجات الحرارة المرتفعة على صحة الإنسان، مشيرا إلى أن الوفيات المرتبطة بالحرارة ارتفعت في أنحاء القارة. وقالت إن أكثر من 150 شخصًا لقوا حتفهم بشكل مباشر العام الماضي بسبب العواصف والفيضانات وحرائق الغابات.
وقدرت تكلفة الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالطقس والمناخ في عام 2023 بأكثر من 13.4 مليار يورو (حوالي 14.3 مليار دولار)، وقال كارلو بونتيمبو، مدير كوبرنيكوس: "لقد تأثر مئات الآلاف من الأشخاص بالأحداث المناخية المتطرفة في عام 2023، والتي كانت مسؤولة عن خسائر كبيرة على المستوى القاري، تقدر بما لا يقل عن عشرات المليارات من اليورو".
وقال التقرير إن الطقس المتطرف أدى إلى موجات الحر وحرائق الغابات والجفاف والفيضانات، وساهمت درجات الحرارة المرتفعة في فقدان الجليد الجليدي في القارة، بما في ذلك جبال الألب، التي فقدت حوالي 10% من الجليد الجليدي المتبقي لديها على مدى العامين الماضيين.
وفي المكسيك أعلنت الحكومة ،، تسجيل 48 وفاة؛ بسبب موجة الحر الحادة التي تشهدها البلاد منذ مارس الماضي. وسجّلت العاصمة المكسيكية يوم السبت درجة حرارة قياسية بلغت 34,7 مئوية.
سجّلت العاصمة المكسيكية درجة حرارة قياسية بلغت 34,7 مئوية، على ما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، في وقت تواجه البلاد موجة حرّ تسببت منذ مارس بمقتل 48 شخصاً.
وقالت الهيئة في بيان "سُجّلت أعلى درجة حرارة منذ بداية الإحصاءات في مرصد تاكوبايا في مكسيكو سيتي".
وأضافت أن "الرقم القياسي السابق هو 34,4 درجة مئوية، سُجّل في 24 مايو في المحطة نفسها".
وأعلنت الحكومة المكسيكية تسجيل 48 وفاة؛ بسبب موجة الحر الحادة التي تشهدها البلاد منذ مارس الفائت.
ويشير تقرير لوزارة الصحة يتضمّن معطيات حتى 21 مايو، إلى أن 956 شخصاً تأثرت صحتهم بدرجات الحرارة المرتفعة، بمستويات متفاوتة.
وسجلت ولاية فيراكروز "شرق" المتاخمة لخليج المكسيك أكبر عدد من الوفيات "14 شخصاً"، تليها تاباسكو "جنوباً" وسان لويس بوتوسي "شمالاً" وتاماوليباس "شمال شرق البلاد".
وعام 2023، سجِّلت حصيلة وفيات قياسية بلغت 419 وفاة بسبب درجات الحرارة خلال الموسم الحار الذي استمر قرابة ثمانية أشهر في المكسيك، بحسب الإحصاءات الرسمية.
وحذر العلماء في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك من أن الحرارة قد تشتد أكثر خلال الأسبوعين المقبلين، وستستمر في تسجيل أرقام قياسية.
وتسببت الحرارة الشديدة في نقص المياه المعبأة وأكياس الثلج في متاجر العاصمة المكسيكية وضواحيها حيث يعيش حوالي 22 مليون شخص، إلى جانب رياح ضعيفة أدت أيضاً إلى زيادة تلوث الهواء في المدينة.
بينما يجتاح الجفاف الناجم عن تغير المناخ منطقة غابات الأمازون المطيرة، تكافح فنزويلا عدداً قياسياً من حرائق الغابات، وفقاً لبيانات وكالة أبحاث إنبي البرازيلية الصادرة .
وسجلت الأقمار الصناعية أكثر من 30200 حريق في فنزويلا في الفترة من يناير إلى مارس ، وهو أعلى مستوى من الحرائق لتلك الفترة منذ بدء التسجيل في عام 1999، ويشمل ذلك الحرائق في منطقة الأمازون، وكذلك الغابات والمراعي الأخرى في البلاد.
