تكنولوجيا وإتصالات
لمواجهة التهديدات المتزايدة في الفضاء الرقمي.. مصر تتبنى إستراتيجية وطنية متكاملة للأمن السيبراني

في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم، أصبح الأمن السيبراني قضية محورية لحماية بيانات الدول، الأفراد، والمؤسسات. ومصر، كدولة ذات ثقل إقليمي، تبنت إستراتيجية وطنية متكاملة للأمن السيبراني لمواجهة التهديدات المتزايدة في الفضاء الرقمي.
الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات ومستشار الهيئة العليا للأمن السيبرانى وتكنولوجيا المعلومات بمؤسسة القادة، والملقب إعلاميًا بصائد الهاكرز، يستعرض لبوابة الأهرام، في السطور التالية ملامح الإستراتيجية السيبرانية لمصر، والتحديات التى تواجه الأمن السيبراني في مصر..
أولاً: ما هو الأمن السيبراني؟
في البداية يتساءل الدكتور وليد حجاج ما هو الأمن السيبراني، مردفًا أن الأمن السيبراني هو مجموعة من السياسات والإجراءات والتقنيات التي تهدف إلى حماية الأنظمة الرقمية من الهجمات الإلكترونية، مثل:
• القرصنة والاختراق
• تسريب البيانات
• الابتزاز الإلكتروني
• تعطيل الخدمات الحيوية (مثل البنوك، الكهرباء، والمستشفيات)
ثانياً: ملامح الإستراتيجية السيبرانية لمصر
1 ـ القيادة الرئاسية
ـ أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا أهمية الأمن السيبراني كعنصر من عناصر الأمن القومي.
ـ تم إنشاء المجلس الأعلى للأمن السيبراني عام 2014 بقيادة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
2 ـ إطلاق الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني
ـ أطلقت مصر إستراتيجيتها 2022–2026 بهدف:
ـ حماية البنية التحتية الرقمية.
ـ تعزيز القدرات الوطنية في مجالات الدفاع السيبراني.
ـ تطوير الكفاءات البشرية.
ـ بناء صناعة وطنية للأمن السيبراني.
ـ تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
3 ـ المركز المصري للاستجابة لطوارئ الحاسب (EG-CERT)
ـ يتبع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.
ـ مهمته رصد ومعالجة الحوادث السيبرانية.
4 ـ التشريعات والقوانين
ـ قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات (رقم 175 لسنة 2018(.
ـ قانون حماية البيانات الشخصية (رقم 151 لسنة 2020(.
ثالثاً: التحديات التي تواجه الأمن السيبراني في مصر
• الافتقار إلى الكوادر المؤهلة بأعداد كافية.
• تعدد مصادر التهديد مثل الهجمات الممولة من دول، أو جماعات إرهابية إلكترونية.
• الثغرات التقنية في بعض الأنظمة القديمة.
• نقص الوعي المجتمعي بأهمية حماية المعلومات.
رابعاً: فرص وتوجهات مستقبلية
• إنشاء أكاديميات تدريب سيبراني بالتعاون مع جهات دولية.
• تعزيز الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الهجمات مبكراً.
• توطين صناعة الحلول السيبرانية داخل مصر.
• تحول المؤسسات الحكومية إلى بيئات رقمية مؤمنة بالكامل.
الأمن السيبراني لم يعد خياراً، بل ضرورة لحماية سيادة الدولة وأمن مواطنيها ومؤسساتها. ومصر تخطو خطوات جادة نحو بناء قاعدة استراتيجية قوية تجعلها قادرة على التصدي لأي تهديد رقمي في الحاضر والمستقبل.
الدكتور وليد حجاج