كتاب وآراء

القاهرة مدينة الألف مكتبة العلم والقراءة غذاء العقل

كتب في : السبت 04 يناير 2025 - 1:30 صباحاً بقلم : مصطفى كمال الأمير

 

بمناسبة قرب انطلاق النسخة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 
بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية في الفترة من 23 يناير / 5 فبراير 2025. 
نتحدث هنا علي أهمية نشر ثقافة العلم والقراءة 
عرفت مدينة القاهرة تاريخياً بمدينة الألف مأذنة بعد دخول الإسلام الي مصر عام 641 م 
وكانت أول دولة في أفريقيا فتحها القائد عمرو بن العاص ومسجده جنوب القاهرة 
وخلال 14 قرناً تزايدت أعداد المساجد العامرة في مصر حتي وصلت لما يقارب المليون مسجد لصلاة المسلمين 
منها مائة ألف جامع ومسجد في القاهرة وحدها 
بينما عدد دور المكتبات العامة  محدود  جداً 
لا يكفي احتياجات قراءة وثقافة المصريين في عصر العلم والمعرفة والثورة الرقمية  
لهذ اقترح علي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي 
ومعالي رئيس الحكومة المصرية وسعادة وزير الثقافة المصري

مشروع ثقافي طموح لإنشاء مكتبة القاهرة مدينة الألف "مكتبة" 
لنشر العلم والثقافة وتجفيف منابع الجهل والتطرف والإرهاب
علي غرار مكتبة الإسكندرية الشهيرة التي تم إحياءها بعد ألفين سنة من الحكم الروماني وملوك البطالمة خلفاء الإسكندر الأكبر الذي تحمل اسمه مدينة  الإسكندرية العاصمة الأولي لمصر طوال 1500 عاماً حتي تحولت القاهرة قبل ألف عام 
تعد منظومة مكتبات مصر العامة هي واحدة من المشروعات الثقافية الرائدة في مصر،
وتوجد المكتبة الرئيسية المطلة على النيل بحي الدقي بمحافظة الجيزة، وتتميز بقربها جغرافياً من جامعة القاهرة والكليات التابعة لها والمعاهد العليا والمتاحف الفنية
 المكتبة توفر طرقًا مختلفة للمعرفة مثل الكتب والمجلات وأشرطة الصوت والفيديو، وتفتح قنوات للدارسين والباحثين لممارسة الأنشطة الثقافية والتسلية وهى تتميز بنظم فهرسة حديثة وعالمية
وقد افتتحت المكتبة فروعًا مختلفة لها فى أحياء مختلفة بالقاهرة مثل الزيتون ومصر الجديدة والزاوية الحمراء وفى محافظة الوادى الجديد وفى مدن مثل بورسعيد ودمياط والغردقة والأقصر ودمنهور والإسماعيلية والزقازيق وبنها والمنيا

وقد بلغ عدد دور الكــتب والمكتبــات العـــامـة والمتخصصة ومكتبـــات الجامعــــات والمعــــاهد 1353مكتبة (319 عامة، 394متخصصة، 640جـامعية ومعاهــد
وبلغ عدد الكتب والكتيبات المؤلفة والمترجمة المودعة إيـداعــاً قــانونياً بـدار الكتب والوثــائق القــومية 12.8 ألـف كتاب وكتيب عام 2020
بينما بلغ عــدد الـنسخ المطـبوعـــة 64 ألـــف نسخــة عـام 2020
اليوم العالمي للكتاب والذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) في 23 شهر ابريل سنوياً حيث تقام فعاليات ثقافية حول العالم

دار الكتب المصرية تعد أول مكتبة وطنية في العالم العربي
بعد حرق المغول التتار لمكتبات بغداد ودمشق
ففي عام 1870م وبناءً على اقتراح على باشا مبارك ناظر ديوان المعارف- وقتئذ- أصدر الخديو إسماعيل الأمر العالي بتأسيس دار للكتب بالقاهرة "الكتبخانة الخديوية المصرية" لتقوم بجمع المخطوطات والكتب النفيسة وتكون نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية في أوربا
وفي عام 1904م انتقلت المكتبة إلى مبناها الجديد بميدان باب الخلق.
وفي عام 1971م انتقلت المكتبة لمقرها الحالي على كورنيش النيل برملة بولاق
وفي عام 1966م تم ضم دار الوثائق المصرية إلى دار الكتب المصرية، 
دار الكتب بباب الخلق ومن أهدافها نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع.
تيسير الاطلاع على الإنتاج الفكري والأدبي والعلمي للحضارة الإنسانية.
تقديم الخدمة المكتبية لجمهور الباحثين والمطالعين، وإتاحة مقتنيات الدار
توجد  (28) مكتبة فرعية متصلة بشبكة الدار بالإضافة إلى مركز توثيق وبحوث أدب الطفل التابع لقطاع المراكز العلمية
بلغ عدد رواد المكتبات العامة 3.5 مليون واحتلت المكتبات الجامعية والمعاهد النصيب الأكبر بـ 2.7 مليون، تليها المكتبات العامة نصيبها نصف مليون فقط وهي نسبة هزيلة أقل من 1% فقط لا تتناسب أبداً مع عدد سكان مصر 105 مليون  
منهم 20 مليون طالب وتلميذ في مراحل الدراسة المختلفة من الإبتدائية للإعدادية للثانوية والكليات الجامعية 
مع مدارس ومعاهد الأزهر الشريف التي يدرس بها مليون طالب مع الآلاف من الطلبة والدارسين الأجانب بمدينة البعوث الإسلامية
القراءة غذاء العقل
ومن المعروف أن أكبر مكتبة في العالم هي مكتبة الكونجرس في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة "آخر حضارات العالم" 
بينما كانت أولي بها مصر أعرق حضارة في التاريخ
 كذلك في هولندا " الصغيرة " بها مئات المكتبات العامة بكل مدنها وقراها تقدم خدمة ثقافية لقراءة واستعارة الكتب والمجلات والصحف بلغات مختلفة منها 30 فرع منتشرة في أحياء مدينة أمستردام وحدها 
لقد اهتمت الدولة المصرية بإنشاء دور الأوبرا والمتاحف الضخمة لعرض آثارنا المصرية بأنواعها والمسارح الفنية في العاصمة الإدارية المصرية  الجديدة 
فهل من أولوياتها أيضاً الإهتمام بعقل وثقافة شبابنا ومستقبل أبناءنا ؟
 أم أننا قد اكتفينا فقط بتربية الأجساد وترك العقول فارغة مستباحة من الغزو الغربي الفكري المسموم 
بعدما سرقت مغريات الحياة الاجتماعية الحديثة، من الهواتف الذكية والتابلت والإنترنت والألعاب الإلكترونية والفضائيات الناس عن  قراءة واستعارة الكتب العلمية المتنوعة بكل المجالات 
وهو ما انعكس بشكل واضح على ارتياد المكتبات، حتى وصل بعضها مرحلة حرجةً من الكساد
بينما هناك رواج ونشاط كبير في مكتبات المراكز الثقافية "الأجنبية " في مصر ???????? 
من امريكا المانيا فرنسا بريطانيا حتي الصين واليابان بسبب ذكاء وجودة احترافية ادارتها 
كذلك نجاح مكتبة الإسكندرية علي شاطيء المتوسط وتحولها لمركز إشعاع ثقافي ومنارة لمصر والعالم 
وهو ما يعطينها الأمل في إنجاز وتحقيق نفس  النجاح في العاصمة القاهرة أيضاً 
وفي أسوان رفح والعريش طنطا والمنصورة ومطروح وكل مدن مصر في الريف والصعيد المصري 
لمكافحة الجهل والفقر والتخلف والفساد 
وبناء مستقبل زاهر لبلادنا الشابة بالعلم والعدل والعمل وقراءة دروس التاريخ

بداية الصفحة