العالم العربى

النفط لواشنطن والمياه لتل أبيب.. الأطماع الأمريكية الإسرائيلية في سوريا

كتب في : الجمعة 03 يناير 2025 - 4:30 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

في حين تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمير قدرات الجيش السوري، والسيطرة على الأراضي ومنابع المياه، شرع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في إنشاء قاعدة وسط مدينة عين العرب – كوبانى، في المنطقة الغنية بالنفط شمال سوريا،  وذلك وفقًا لما نشره موقع قناة "القاهرة الإخبارية".

وبعد سقوط نظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر الماضي، استقدمت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تعزيزات عسكرية ضخمة إلى شمال شرقي سوريا عبر البر والجو.

وتضمنت هذه التعزيزات أكثر من 400 شاحنة دخلت من معبر الوليد الحدودي مع العراق، و18 طائرة شحن هبطت في قاعدة خراب الجير قرب بلدة رميلان في أقصى الشمال الشرقي.

ووصل رتل من الشاحنات، أمس الخميس، إلى كوباني حاملًا تعزيزات لوجستية تضمنت غرفًا مسبقة الصنع وكاميرات مراقبة وآلات حفر وكتلا إسمنتية وصهاريج وقود. هذا وسيقيم التحالف قاعدته في أحد فنادق وسط المدينة، بالتزامن مع وصول فرق خاصة للإشراف على عمليات إنشاء القاعدة.

واشنطن تدعم قسد
وتجدر الإشارة إلى أن 60 % من النفط السوري توجد داخل وحول كوباني. وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على شمال سوريا، ما يضع حقول النفط هناك تحت تصرف أمريكي.

وقبل سقوط نظام الأسد، ركزت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تموضعها حول حقول النفط بمحافظتي دير الزور والحسكة، ومنطقة تدمر التابعة لمحافظة حمص، وكنتيجة لمهاجمة الفصائل الموالية لتركيا لذلك الفصيل الكردي المسلح، تستعين "قسد" بدعم الولايات المتحدة للحفاظ على المناطق المسيطرة عليها شمال سوريا.

وبحسب تقرير أعدته شبكة "سي إن بي سي نيوز" الأمريكية، فإن أهم الحقول التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية هي السويدية، رملان، العمر، بينما أبرز الحقول التي تسيطر عليها الحكومة الجديدة، التيم، الورد، الشولا، الشميطية، وبشكل عام تراجع إنتاج النفط السوري من البراميل يوميا من 383 ألف برميل قبل 2011، إلى 40 ألف برميل يوميًا بواقع خسائر في القطاع بلغت 93 مليار دولار.

يذكر أن تنظيم داعش سيطر في ذروته عام 2014، على تلك معظم حقول النفط التي كانت تنتج 45 ألف برميل من النفط يوميًا وتدر ملايين الدولارات على التنظيم كل أسبوع قبل أن تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

التوغل الإسرائيلي جنوب سوريا
وتزامنًا مع السعي الأمريكي للسيطرة على حقول النفط في الشمال السوري، تستهدف التوغلات الإسرائيلية في أراضي الجنوب السوري، السيطرة على روافد المياه هناك.

وأفادت وسائل إعلام سورية، أمس، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيطر على "سد المنطرة" في ريف القنيطرة في الجولان السوري المحتل.

وتوغل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، وقام بإنشاء قواعد عسكرية في نقاط عدة، بالإضافة إلى سواتر ترابية، كما منعوا أي حركة دخول وخروج إلا بأوقات معينة حددوها للسكان.

ويعتبر "سد المنطرة" المزود الرئيس للمياه في القنيطرة وأريافها وصولا إلى محافظة درعا، وهو من أكبر وأهم السدود المائية في الجنوب السوري.

وفي أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العازلة بالأراضي السورية، لتسقط اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، مما يسمح لها بالتوغل في العمق السوري.

وشنت قوات الاحتلال مئات الغارات الجوية، التي استهدفت تدمير قدرات الجيش السوري، بالتزامن مع التوغل في المنطقة منزوعة السلاح التي أُقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973.

وأفادت وسائل إعلام سورية، أمس، بان انفجارات قوية في ريف دمشق الغربي وسط أنباء عن قصف إسرائيلي استهدف موقع تل الشحم العسكري. وأفادت مصادر أن غارة إسرائيلية استهدفت قيادة اللواء 90 في سعسع في ريف العاصمة السورية. ويشكل اللواء 90 الذي يقع شمال القنيطرة أحد ألوية المدرعات الأساسية في الجيش السوري.

واحتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي "جبل الشيخ" ذا المكانة الاستراتيجية العالية؛ لكونه مطلًا على 4 دول عربية، هي سوريا ولبنان والعراق والأردن، ولم تضع وقتًا في تأسيس قاعدة رصد وتجسس على قمته، تمكنها من كشف أية تحركات من شأنها السعي إلى مهاجمتها.

الاحتلال يطمع في مياه سوريا
وأعلن التلفزيون السوري أن جيش الاحتلال بدأ يتوغل في أطراف بلدة سويسة بريف القنيطرة، جنوب غربي سوريا. وأوضحت مصادر أن جرافات وآليات إسرائيلية دخلت إلى منطقة "سد المنطرة" في محافظة القنيطرة، وثبتت قوات الاحتلال نقاطًا عسكرية ورفعت سواتر ترابية حول السد.

وأفادت تقارير بتوغل جيش الاحتلال بعمق نحو 7 كيلومترات من المنطقة العازلة، كما أبلغت الأهالي في قريتي أم العظام والعدنانية بأوقات محددة للدخول والخروج.

وحسب ما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن قادة بجيش الاحتلال، يتمركز جنود الاحتلال في مواقع ثابتة داخل سوريا على بُعد 18 إلى 20 كيلومترًا من الحدود.

والاثنين الماضي، بدأ جيش الاحتلال التوغل في عمق مدينة القنيطرة جنوبي سوريا، حيث حاصرت دبابات إسرائيلية مباني حكومية هناك، وطالبت بإخلائها.

وأفادت وسائل إعلام سورية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل في مدينة البعث بريف القنيطرة.

وذكر "تلفزيون سوريا"، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي دخل مدينة البعث بريف القنيطرة وطرد موظفين من دوائر حكومية تحت ذريعة التفتيش".

وشهد الريف الغربي لمحافظة درعا السورية أخيرًا، تصعيدًا عسكريًا جديدًا بتوغل قوات الاحتلال في منطقة حوض اليرموك الاستراتيجية.

وتتعرض عدة قرى وبلدات في حوض اليرموك لاعتداءات عسكرية تصل إلى "سد الوحدة" الواقع على الحدود السورية الأردنية، حيث تمركزت قوات الاحتلال في مواقع استراتيجية بحسب شبكة "يورو نيوز" الإخبارية، التي أوضحت أن حوض اليرموك يمتد كجزء من وادي النهر الذي يعتبر من أكبر روافد نهر الأردن، ما يجعله منطقة جغرافية ذات أهمية استراتيجية بارزة في الريف الغربي لمحافظة درعا جنوب سوريا، ويشكل جزءًا من الحدود الطبيعية بين سوريا والأردن.

ويكتسب "نهر اليرموك" الذي ينبع من بحيرة مزيريب في درعا، أهمية حيوية لسوريا والأردن نظرًا لكونه المصدر المائي الرئيسي الذي يغذي الأراضي الزراعية، ويوفر مياه الشرب لعدة مناطق في درعا والسويداء في سوريا، إلى جانب شمال الأردن.

وأقامت سوريا عددًا من السدود في منطقة حوض اليرموك، لعل أبرزها سد اليرموك، وسد الوحدة الذي أقامته بالتعاون مع الحكومة الأردنية، وتصل طاقته التخزينية إلى 225 مليون متر مكعب. ويسعى الاحتلال للسيطرة على نهر اليرموك، في إطار خطة للسيطرة على المياه العذبة في المناطق التي يتوسع على حسابها.

وأخيرًا، وافقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطة لتوسيع المستوطنات في مرتفعات الجولان التي تحتلها، وذكر رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في بيانٍ: "أن تعزيز الجولان تعزيز لدولة إسرائيل، وهو أمر مهم بشكلٍ خاصٍ في هذا الوقت، وسنواصل التمسك به، والعمل على ازدهاره، والاستيطان فيه".

بداية الصفحة