يعكس هذا القناع المصنوع من الجص والكارتوناج ملامح الحياة والمعتقدات في العصر الروماني بمصر.

 حيث يعود تاريخه إلى الفترة ما بين 60-70م، تم اكتشافه في مقابر مير بأسيوط في صعيد مصر، ويعرض حالياً في متحف المتروبوليتان للفنون بالولايات المتحدة الأمريكية، كما أكده الباحث الآثري الدكتور حسين دقيل المتخصص في الآثار اليونانية الرومانية.

قناع امرأة رومانية من أسيوط

وأضاف د. "دقيل"، يتجسد في هذا القناع تفاصيل دقيقة من الثقافة الرومانية - المصرية، حيث تُصور المرأة وكأنها مستلقية على تابوتها، مرتدية باروكة شعر مستعار طويلة على الطراز المصري مصنوعة من ألياف نباتية، وسترة حمراء داكنة تتخللها خطوط سوداء. 

تزينت المرأة بمجوهرات متعددة، منها قلادة على شكل هلال وأساور على شكل ثعبان، مما يعكس الذوق الفني والرمزي في تلك الفترة، في الجزء السفلي من سترتها، يوجد ثقبان كانا يستخدمان لربط القناع بالمومياء، مما يبرز الجانب الوظيفي لهذا القطعة الفنية.

رموز الحياة والموت

فوق رأسها، يوجد إكليل مذهّب يحيط بخنفساء ترمز لظهور الشمس عند الفجر، كناية عن الولادة الجديدة، وهو عنصر رمزي يعكس المعتقدات الدينية المتعلقة بالحياة بعد الموت، تحيط بالفجوات المحيطة بالرأس أرضية منقوشة برموز ورسومات لمعبودات مصرية قديمة، منها إيزيس، نفتيس، حورس، آمون رع، تحوت، تفنوت، حتحور، وسشات، مما يوضح التداخل الثقافي والديني في تلك الفترة.

وجود هذا القناع في متحف المتروبوليتان للفنون يعزز من قيمته التاريخية والفنية، ويقدم لمحة عن الحياة والموت في العصر الروماني بمصر، مستعرضاً الغنى الثقافي والروحي لتلك الحقبة الزمنية.