الأدب
.... ' مَا لِهذا اليَأْس ' ....
مَا لِهذا اليَأْس في البَدنِ
قَدْ نَـما مِنْ شِدَّةِ المِحَنِ
.
أَشْتَكي هَـمَّاً... أُصَاحِبُهُ
كاغترابِ النّفْسِ في الوَطَنِ
.
يا تُرى هَلْ أَبْتَغي أَمَلاً
لَيْس يَطْوي بِالأسَى زَمَني
.
كيف ألقاهُ وَ بي ألمٌ
كيفَ ألقاني بِلا سَكنِ
.
عشتُ عمْرًا كُنتُ أحْسَبُهُ
مِثل تِرياقي مِن الفِتَنِ
.
حيثُ يأتيني على عَجَلِ
بعدما كُنَّا و لَمْ يَكُنِ
.
ما له قد هَدَّنِي وَ مَضَى
سائلاً في السِّرِّ و العَلَنِ
.
أيُّ دَرْبٍ... كُنْتُ أسْلُكُهُ
و ظلامُ الَّليْلِ يُؤنِسُنِي
.
وَ الأَمَانِي فِيهِ ضَائِعَةٌ
و الحكايا فيه لَمْ تَهُنِ
.
كَيْفَ يا صبْري تُراوِدُنِي
سَكْرَةُ المَوْتِ بِلا كُفُنِ
.
إنَّ قلبِي لَيْسَ يَحْمِلُهُ
غَيْرُ حُرِّ النَّفْسِ.. مُؤْتَمَنِ
.
إنْ جَرى قَتْلي على يَدِهِ
مَنْ يُواسِيهِ مَدى الزَّمَنِ
.
لَيْتَ عُمْري.. و المُنى وَجَعٌ
لَمْ أَنَلْ منها سوى الشَّجَنِ
.
لَمْ أَجِدْ في النَّاسِ لي سَبَبًا
باطِناً في ظَاهِرٍ حَسَنِ
.
فاذْرِفِي يَا عَيْنُ مِنْ وَجَعِي
دَمْعَةَ الطُّهْرِ بِلا ثَمَنِ
.
خانَني صَبْري فَأَنْدُبُهُ
مثلَ حَظِّي حِين آلـَمَنِي
.
و اصْخَبِي يا نَفْسُ.. لاَثِمَةً
في ظَلامِ الليْلِ كَالوَثَنِ
.
فَرِياحُ الخَوْفِ قدْ هَدَمَتْ
مَا أقَامَ الحُبُّ عَنْ سُنَنِ
.
ضَرُّهُ مَا كانَ مَنْفَعَةً
نَفْعُهُ كَمْ كَانَ يُؤْرِقُنِي