عالم

الأيام الأخيرة لتيلرسون.. غائب ومريض ومتفاجئ

كتب في : الأربعاء 14 مارس 2018 - 12:42 صباحاً بقلم : منى مجاهد

تزامن قيام وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بجولة في القارة السمراء مع زيارة وفد كوري جنوبي للبيت الأبيض، حيث أبلغ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نية زعيم كوريا الشمالية الاجتماع معه لبحث ملف بيونغ يانغ النووي والصاروخي.

 

تزامن قيام وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بجولة في القارة السمراء مع زيارة وفد كوري جنوبي للبيت الأبيض، حيث أبلغ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نية زعيم كوريا الشمالية الاجتماع معه لبحث ملف بيونغ يانغ النووي والصاروخي.

 

وهذه المعطيات كشفت أن تيلرسون غائب عن معالجة الملفات الساخنة، وعلى رأسها ملف إيران بالإضافة إلى نووي كوريا الشمالية.

 

وكان ترامب قد وجه بسبب هذه الملفات انتقادات لوزير خارجيته، خلال أشهر طويلة سبقت إقالته التي أعلنها الرئيس الأميركي، اليوم الثلاثاء.

 

وخلال زيارة الوفد الكوري الجنوبي إلى واشنطن، أعلن مستشار الأمن القومي للرئيس الكوري الجنوبي، تشونغ أوي يونغ، عن لقاء مرتقب بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وترامب.

 

وأبلغه أيضا بأن الزعيم الكوري الشمالي مستعد لنزع السلاح النووي، حيث غرّد ترامب على تويتر: "تحدث كيم جونغ أون عن نزع السلاح النووي مع ممثلي كوريا الجنوبية، وليس مجرد تجميد".

 

وهذا يؤكد ضعف تيلرسون في إدارة الملف الكوري، فهو بدا غافلا عن آخر التطورات مع العلم بأنه من المفترض أن يكون رأس الدبلوماسية الأميركية.

 

وكانت الخلافات برزت إلى العلن لأول مرة بين الرجلين مطلع أكتوبر الماضي، حيث وبخ ترامب تيلرسون في تغريدة على تويتر "لإضاعته وقته" في محاولة التفاوض مع كوريا الشمالية.

 

وشارك تيلرسون خلال جولته الأفريقية من وراء الكواليس في المحادثات داخل الإدارة الأميركية حول إمكانية عقد اجتماع أميركي- كوري شمالي، حيث علّق قائلاً: "أمام الولايات المتحدة الأميركية طريق طويل من المفاوضات مع كوريا الشمالية"، هو ما كذبته الوقائع بعد وقت وجيز.

 

وقد شهد يوما الجمعة والسبت أحداثاً متسارعةً، إذ تلقى تيلرسون اتصالا من كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، أعلمه خلالها بقرار الإدارة الأميركية باستبداله، وذلك دون تحديد توقيت لتنفيذ ذلك القرار، إلا أن ترامب اختار اليوم الثلاثاء لإقالة تيلرسون.

 

وأثناء تواجده في إفريقيا، قال تيلرسون بأنه تلقى اتصالاً في الساعة الثانية والنصف من فجر يوم السبت، وبأنه بقي مستيقظاً طيلة الليلة.

 

ويوم السبت، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن تيلرسون ألغى جدول أعماله خلال اليوم الثاني من زيارته لكينيا لأنه "يشعر بأنه ليس على ما يرام، وسيستأنف برنامجه الأحد.

 

وقال المتحدث ستيف غولدستاين للصحفيين المرافقين لتيلرسون "وزير الخارجية يشعر أنه ليس على ما يرام بعد يومي عمل طويلين على قضايا كبرى مثل كوريا الشمالية، وقد ألغى أنشطة اليوم".

 

وفي اليوم نفسه، اتصل كبير موظفي البيت الأبيض مجدداً بتيلرسون، ليؤكد له نبأ إقالته من منصبه.

 

وعلّق تيلرسون في ذات اليوم عن دوره في المحادثات المقبلة مع كوريا الشمالية بالقول: "أثق بقدرتي على تهيئة الظروف الملائمة لنجاح هذه المفاوضات التي تجمع طرفين مختلفين بشكل كبير، وأنا لست الشخص الوحيد الذي يعمل على هذا، فهناك آخرون أيضاً يقومون بذات الشيء"، في محاولة على ما يبدو لوقف قرار ترامب عبر إحراجه.

 

إلا أن الرئيس الأميركي كان حاسما، واتخذ قرار إقالة تيلرسون، الذي لم يكن يتمتع بأي خبرة دبلوماسية أو سياسية قبل توليه المنصب.

بداية الصفحة