الأدب

... ' ترتيل الزهر ' ...

كتب في : الأحد 12 مايو 2024 - 11:24 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

حينما عاد وطرق الباب كالمعتاد

رأتهُ ظلًّا ضبابيًّا داخل منطاد

يتأرجح في الهواء وما زال بكِبرِه والعناد

أرخَت أهدابها في ارتياح وثبات

ارتَدَت معطف اللانقياد

اقتربت لنافذة الاشتياق

وأسدَلَت ستائر الرَّماد

لم يَعُد الليل ليل النجوم

أصبح بلا ضوءٍ وحيد

أعياهُ الانتظار ومَلَّ السُّهاد

وانطفأ قمرُه وهام على وجهه

اعتنق العتمةَ والتِّيهَ والبُعاد

ماتت كل ذكرياته بهت لون المهاد

غَفَت مصابيحُ الكون

احتَلَّت الرهبةُِ الفؤاد

لن تَقصُرَ أعناقُ النخيل

ولن يتوقف ترتيلُ الزَّهرِ حزينُ الأوراد

لا يشنُفُ الروحَ شدوُ القرعِ من بعد سِنَةِ الرُّقاد

لا مكان لك في معبدي والقلب صاحَبَ الزُّهاد

في محرابك لا صلاة لي وفي حضرتك لن أكون من العُبَّاد

العقل ما زال واعياً صَوَّبَ خطأه وتَحَلَّى بالرَّشاد

مَسَحتُ من خيالي ملامحَكَ وقدومَك ما عاد من الأعياد

بداية الصفحة