حوادث
عذبتها ومنعت عنها الطعام والشراب.. سلمى قتلت والدتها وخبأت جثتها بسحارة الكنبة.. السبب صادم
شهدت منطقة السيدة زينب بالقاهرة جريمة قتل بشعة ارتكبتها فتاة في العقد الثالث من عمرها تجرد قلبها من كل معاني الإنسانية وسيطر عليها الجشع والطمع في ممتلكات والدتها لتقتلها دون شفقة أو رحمة لتتحصل على أموالها لشراء المواد المخدرة التي تقبل على تعاطيها وإدمانها.
أعدت المتهمة الأولى سلمى مخططا إجراميا للتخلص من والدتها داخل مسكنها فعلى مدار يومين أذاقتها كل أنواع العذاب: ضرب مبرح بالأيدي والأرجل وطعن بالسكين وحتى إنها منعت عنها الطعام والشراب حتى غابت عن الوعي ولفظت أنفاسها الأخيرة غارقة في دمائها إلا أن قطعة من القماش مدممة سقطت سهوا أمام شقة المجني عليها كانت سببا في اكتشاف الجريمة.
أحالت النيابة العامة مندوبة مبيعات ومتهمين آخرين للمحاكمة الجنائية لاتهامهم بارتكاب جريمة قتل والدة المتهمة الأولى عمدا مع سبق الإصرار بدائرة قسم شرطة السيدة زينب محافظة القاهرة.
اتهمت النيابة العامة كلا من: سلمى. ج. م - ٢٧ سنة - مندوبة مبيعات، وعبد الله. س. ع - ٣٧ سنة - نقاش، وخالد. ف. ع - ٣٩ سنة - فني تركيب رخام وجرانيت، بقتل والدة المتهمة الأولى وإخفاء جثتها.
بداية الواقعة بتلقي قسم شرطة السيدة زينب بلاغاً من جيران المجني عليها يفيد بتغيبها وبانتقال القوة لمحل البلاغ والطرق على الباب فتحت لهم المتهمة الأولى فأبصرت القوة آثار دماء على الحائط وتلاحظ وجود رائحة كريهة تنبعث من داخل الشقة وبتتبع مصدر الرائحة عثر على جثمان المجني عليها داخل أريكة "سحارة".
أقوال الشهود أوضحت سبب اكتشاف الجريمة
أفاد عدد من سكان العقار محل الواقعة بأقوالهم أمام النيابة العامة بعثورهم على قماشة مدممة أمام مسكن المجني عليها حال خروجهم من مسكنهم فاشتبهوا في الأمر وأبلغوا الشرطة لاستشعارهم غياب المجني عليها ولسابقة تعدي ابنتها عليها بالضرب المبرح وسماعهم أصوات ذلك التعدي ومشاهدتهم إصاباتها أثناء استنجاد المجني عليها بهم خشية مقتلها على يد المتهمة الأولى.
مفاجآت مدوية بتحريات المباحث حول الواقعة
وتبين من تحريات المباحث أن المتهمة كانت تضمر الكره لوالدتها وتحملها مسئولية تدهور حالتها المعيشية وإساءة سلوكها وإدمانها المواد المخدرة وطمعا في ممتلكاتها وللاستيلاء على شقتها والتحصل مقابلها على الأموال لشراء المخدرات التي تدمن على تعاطيها.
فكانت المتهمة الأولى دائمة التعدي على والدتها لامتناعها عن مدها بالأموال التي تطلبها باستمرار لشراء المواد المخدرة التي تتعاطها واستطالت يداها لمقتنيات الشقة وبيعها فقررت إنهاء حياتها والحصول على إرثها منها.
وتنفيذا لمخططها استعانت المتهمة الأولى بأحد معارفها "المتهم الثاني" لمساعدتها في التخلص من جثة المجني عليها بعد أن أزهقت روحها.
وأوضحت التحريات بأن المتهم الثاني وافق على الاشتراك في الجريمة بعد أن وعدها بالزواج عقب التخلص من جثة والدتها على أن يتقاسما ما ترثه منها.
وأشارت تحقيقات النيابة إلى أن المتهمين استعانا بالمتهم الثالث لنقل الجثمان خارج الشقة بعد أن وضعا الجثمان داخل سحارة أريكة والذي شرع في نقلها خارج مسرح الجريمة كقطعة أثاث ثم اختلف مع المتهم الثاني فأعاد الجثمان للشقة مرة أخرى.
تم ضبط المتهمين الأولى والثاني وبحوزتهما أكياس بلاستيكية وزجاجة جازولين للتخلص من آثار جريمتهما واعترف المتهم الثاني بأنه أعد تلك المضبوطات لتقطيع جثمان المجني عليها وتعبئتها بداخل الأكياس البلاستيكية وبافتعال حريق بالشقة مسرح الجريمة باستخدام مادة الجازولين للتخلص من الجثة.
اتهامات النيابة العامة
وجهت النيابة العامة للمتهمين الأولى والثاني أنهما قتلا المجني عليها سحر سيد ياقوت حسين والدة المتهمة الأولى عمدا مع سبق الإصرار بأن بيتا النية وعقدا العزم على إزهاق روحها وذلك بأن توافقت إرادتهما في الوصول إلى تلك النتيجة طمعا في ممتلكاتها، وكان إدمانهما لتعاطي المواد المخدرة دافعًا لسعيهما للتحصل على الأموال لشرائها.
وأضافت النيابة العامة في أمر الإحالة أن حاجتهما للمال والكره الذي تضمره المتهمة الأولى للمجني عليها كان باعثا على إزهاق روحها تخلصا منها ولتتحصل على إرثها.
فنسجت المتهمة الأولى في سبيل بلوغ مقصدهما مخططا إجراميًا، واتفقت مع المتهم الثاني على تنفيذه فاتخذت الشقة محل سكنها مسرحًا لارتكاب جريمتهما، والذاخرة بالأدوات لتكون أسلحة للجريمة؛ وما أن اختلت المتهمة الأولى بالمجني عليها حتى سددت لها العديد من الضربات القاسيات المتتاليات بيديها ورجليها وبأدوات استطالت يداها إليها (قطع خشبية "رجل كونسول"، سكينة، نصل سكين، مقص، أدوات زجاجية).
فاستقرت ضرباتها بمواضع مختلفة من جسد المجني عليها محدثة إصاباتها القاتلة بطبيعتها وذلك على مدار يومين متواصلين، حال تواجد المتهم الثاني على مسرح الجريمة وقيامه بالشد من أذر المتهمة الأولى حال تعديها عليها وامتناعه عمداً عن إسعاف المجني عليها ومداركتها بالعلاج أو إطعامها أو سقيها؛ وأودت تلك الإصابات ومضاعفاتها الطبية بحياة المجني عليها.
أحرزت المتهمة الأولى والمتهم الثاني بقصد التعاطي جواهر مخدرة (ميثامفيتامين "الأيس"، وحشيش) في غير الأحوال المصرح بها قانونا.
كما حازا وأحرزا بغير ترخيص أسلحه بيضاء (قطع خشبية "رجل كونسول"، سكينة، نصل سكين، مقص، أدوات زجاجية) و(زجاجة مواد بترولية "جازولين") ما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص دون مسوغ من الضرورة المهنية أو الحرفية.
ووجهت النيابة العامة للمتهم الثالث إخفاء جثه قتيل - المجني عليها سحر سيد حسين - بدون إخبار جهات الاقتضاء وقبل الكشف عليها وتحقيق حالة الموت وأسبابه.