تقارير
بعد حادث طالبة مدرسة التجمع.. كيف يمكن حماية الطلاب من العنف في المدارس؟
تعد ظاهرة العنف ضد الأطفال في المدارس من القضايا الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر سلبًا على صحة الأطفال النفسية والجسدية، وتتنوع أشكال العنف، بدءًا من التنمر اللفظي والجسدي، وصولًا إلى الاعتداءات النفسية، مما يؤثر على تطور الطفل ونموه بشكل سليم.
ففي الآونة الأخيرة تعددت حوادث العنف في المدارس كان آخرها حادث طالبة التجمع.
أشكال العنف في المدارس
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، لـ"بوابة الأهرام": يمكن أن يظهر العنف في المدارس بعدة أشكال، منها: التنمر، ويشمل السخرية، والتهديد، والإهانة، والذي قد يتعرض له الأطفال من زملائهم، كذلك العنف الجسدي مثل الضرب أو الدفع، والذي يؤدي إلى إصابات بدنية، والعنف النفسي، وهذا يتضمن الاستبعاد أو الإهانة، مما يترك أثرًا عميقًا على نفسية الطفل.
آثار العنف على الأطفال
وأوضح استشاري الطب النفسي، تعدد الآثار النفسية للعنف على الأطفال وتشمل الاكتئاب والقلق؛ حيث يعاني الأطفال الذين يتعرضون للعنف من مشاعر الحزن والقلق، مما يؤثر على قدرتهم على التركيز والدراسة.كما يشعر الأطفال الذين يتعرضون للعنف بأنهم غير محبوبين أو غير قادرين على التفاعل مع الآخرين، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، فضلا عن مشكلات سلوكية، فقد يُظهر الأطفال الذين يتعرضون للعنف سلوكيات عدوانية أو انسحابية، مما يؤثر على علاقاتهم مع أقرانهم ومعلميه، لافتًا إلى أن الضغوط النفسية الناتجة عن العنف يمكن أن تؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي؛ حيث يصعب على الطفل التركيز والتعلم.
دور المدرسة والمجتمع
ويرى مجدي، أن تتحمل المدارس والمجتمعات مسؤولية كبيرة في مواجهة هذه الظاهرة لذلك يجب على المدارس، أن تكون بيئة خالية من العنف، حيث يتم تشجيع الاحترام المتبادل والتعاون بين الطلاب، كذلك يجب تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع حالات العنف، وتوعية الطلاب حول مخاطر التنمر وأهمية التفاهم، مؤكدًا ضرورة توفير خدمات الدعم النفسي للأطفال المتأثرين بالعنف، لمساعدتهم على التعافي والتكيف مع تجاربهم.
أهمية التوعية والتثقيف
ويؤكد استشاري الطب النفسي، أهمية التوعية؛ حيث تعتبرمن أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها لمكافحة العنف ضد الأطفال في المدارس. كما يجب أن تتضمن البرامج التثقيفية توعية الأهل حول علامات العنف ومخاطر التنمر، مشيرًا إلى إمكانية تنظيم ورش عمل أو ندوات لمساعدتهم على التعرف على سلوكيات أطفالهم ودعمهم في حال تعرضهم لمواقف صعبة، بالإضافة إلى تعليم الأطفال كيفية التعامل مع مواقف التنمر، بما في ذلك كيفية الإبلاغ عن الحوادث، وطلب المساعدة، وتطوير مهارات التواصل الفعالة، والتأكيد على تعزيز قيم الاحترام والتسامح في المدارس، من خلال أنشطة جماعية ومشاريع تعزز من الروابط بين الطلاب وتشجع على التعاون.
دور الإعلام
ويشير مجدي إلى أهمية الإعلام؛ حيث يلعب دورًا هامًا في توعية المجتمع حول قضية العنف ضد الأطفال، فيمكن للإعلام تسليط الضوء على قصص الأطفال الذين تغلبوا على تجربة العنف، يمكن تعزيز الأمل والإلهام للآخرين، وتوعية المجتمع بالمخاطر من خلال الحملات الإعلامية، يمكن زيادة الوعي بمخاطر العنف وأهمية التصدي لها، مما يساعد في تغيير المواقف والسلوكيات.
ونوّه الدكتور إبراهيم مجدي على أن العنف ضد الأطفال في المدارس هو قضية تتطلب اهتمامًا عاجلًا وإجراءات فعالة من خلال تعزيز الوعي والتثقيف، وتوفير الدعم اللازم للأطفال وأسرهم. كما يمكننا تقليل آثار العنف وضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية للجميع. والعمل المشترك بين الأهل، والمعلمين، والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، هو مفتاح تغيير هذه الظاهرة السلبية وتحقيق مستقبل أفضل للأطفال.