عالم
أوباما وإيران والمخدرات.. تحقيق أميركي في الصفقة السوداء
بدأ الكونغرس الأميركي في اتخاذ إجراءات في اتهامات لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما بإحباط تحقيق فى أنشطة ميليشيات حزب الله الإرهابية المدعومة من إيران، ومن ضمنها تجارة المخدرات في الولايات المتحدة، حسبما ذكر مسؤولون، الأربعاء.
وكان تقرير لمجلة ذا بوليتيكو الأميركية قد كشف أن إدارة أوباما ارتكبت عددا من التجاوزات من أجل إبرام الاتفاق النووي مع إيران، كان من بينها غض واشنطن الطرف عن عمليات تهريب المخدرات وغسيل الأموال التي تجريها ميليشيات حزب الله اللبنانية داخل الأراضي الأميركية.
ورغم إطلاق مكتب مكافحة تهريب المخدرات الأميركي مشروع "كاساندرا" عام 2008، لاستهداف عمليات حزب الله غير الشرعية، إلا أن سلسلة من العقبات وضعتها إدارة أوباما حالت دون التمكن من ملاحقة أنشطة الميليشيات المرتبطة بنظام الولي الفقيه الإيراني، بحسب التقرير.
وأدى ذلك إلى المساهمة في تعاظم قوة الميليشيات الإرهابية من الناحية المالية والعسكرية في آن واحد، إذ تجني ثلث ثروتها تقريباً من تهريب وتصنيع وبيع المخدرات، بحسب العضو البارز في لجنة المال بمجلس النواب ديفيد آشر.
وذكر موقع بيزنس إنسايدر، الأربعاء، أن الكونغرس يتخذ حاليا خطوات للتحقيق رسميا في التقارير التي وصفتها مصادر متعددة بأنها جزء من جهود الإدارة السابقة للتغاضي عن العمليات الإرهابية الإيرانية في العالم من أجل تعزيز الاتفاق النووي.
شكوك في بن رودس
ونقل الموقع عن عضو لجنة الرقابة في مجلس النواب رئيس اللجنة الفرعية للأمن القومي، رون ديسانتيس، قوله إنه يدرس مع كبار المشرعين الأدلة التي يمكن أن تثبت تورط كبار مسؤولي أوباما السابقين، بما في ذلك المسؤول في مجلس الأمن القومي بن رودس، الذي يعد مهندس السياسة في الإدارة السابقة والذي يوصف بالداعم لإيران.
وأضاف ديسانتيس:" لقد اعتقدت منذ فترة طويلة أن إدارة أوباما لم يكن بإمكانها أن تفعل أكثر من ذلك للانحناء أمام النظام الإيراني، إلا أن الأنباء التي تفيد بأن إدارة أوباما أغلقت تحقيقا في حلقة المخدرات التي بلغت مليار دولار والتي صبت في جيوب حزب الله من أجل إنقاذ صفقة إيران فاقت الحدود".
وقال "إن حزب الله هو جماعة إرهابية وحشية أيديها ملطخة بدماء الأميركيين، ومن غير المعقول أن تقوم السياسة الأميركية بتمكين مثل هذه المجموعة المشينة".
ومن المتوقع أن يولي المشرعون اهتماما خاصا بشأن احتمال تورط بن رودس أو كبار المسؤولين الآخرين المتهمين بتضليل الكونغرس والشعب الأميركي بشأن صفقة إيران، بلعب دور في إحباط التحقيق حول أنشطة حزب الله.
وقال ديسانتيس إن "الكونغرس سيجري تحقيقا شاملا وأن اللجنة الفرعية للأمن القومي ستهتم بشكل خاص بكيفية اتخاذ مثل هذا القرار، وعما إذا كان يقف وراءه مهندسو الاتفاق النووي مثل بن رودس".
جمع معلومات
ويقوم المحققون في الكونغرس حاليا بإعداد خطابات إلى مختلف وكالات الحكومة الأميركية للحصول على معلومات أكبر عن التدخل المزعوم، بحسب مصادر مطلعة.
وقال العضو في مجلس النواب بيتر روسكام- وهو مسؤول كبير في جنة الأمن القومي وعارض بشدة الاتفاق النووي- إنه يجب على الكونغرس التحقيق في إجراءات إدارة أوباما والعمل على زيادة الضغط على حزب الله.
وأضاف روسكام أن "التقرير الذى يتهم إدارة أوباما بغض الطرف عن تهريب حزب الله للمخدرات إلى الولايات المتحدة لتمويل حملاته الإرهابية فى الشرق الاوسط ليس مفاجئا".