عالم
إقالة تيلرسون تعزز فرص انسحاب واشنطن من اتفاق إيران النووي
عززت إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، فرص واشنطن في الانسحاب من اتفاق الغرب مع إيران بشأن برنامجها النووي في 2015، مما يزيد خطر مواجهة عسكرية محتملة مع طهران، وفق ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، الأمس.
ووضع ترامب مستقبل الاتفاق النووي مع إيران على المحك، بعد أن حذر في يناير الماضي من انسحاب الولايات المتحدة منه ما لم ينجح الحلفاء الأوروبيون أو الكونغرس في "إصلاح العيوب الكارثية في الصفقة".
ويبعث اختيار ترامب، مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، ليحل مكان تيلرسلون، رسالة واضحة بمضيه قدما في موقفه من الاتفاق النووي مع إيران، مع اقتراب الموعد النهائي لإصلاحه في 12 مايو المقبل.
ووصلت هذه الرسالة إلى طهران، فقد رأى نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عرقجي، في إقالة تيلرسون وتعيينبومبيو المعروف بمواقفه المتشددة مكانه، إشارة الى تصميم الولايات المتحدة على الانسحاب من الاتفاق.
وقال عرقجي "إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، فسنتخلى عنه نحن أيضا. قلنا للأوروبيين إن إيران ستنسحب من الاتفاق النووي إذا لم ينجح الأوروبيون في إبقاء الولايات المتحدة فيه".
وتتناقض هذه التصريحات مع تصريحات مسؤولين إيرانيين آخرين، بينهم الرئيس حسن روحاني، الذي يقول بانتظام إن إيران ستظل ملتزمة بالاتفاق حتى لو تخلّت عنه الولايات المتحدة، طالما يعود بالفائدة على بلده.
محاولات لم تفلح
وفي حديثه للصحفيين، الثلاثاء، بشأن إقالة تيلرسون، استشهد ترامب بخلافه مع الرجل بشأن الاتفاق النووي الإيراني كمثال على أن وزير الخارجية المنتهية ولايته كانت لديه رؤية مختلفة عن ترامب بخصوص هذا الملف.
ولم تفلح محاولات تيلرسون مؤخرا في التوصل إلى اتفاق مع حلفاء واشنطن الأوروبيين لمعالج مخاوف ترامب بشأن عيوب الاتفاق، إلا أنه وجد نفسه في الجانب الخاسر.
مساع للإنقاذ
وقال مسؤولون إن برلين ستستضيف هذا الأسبوع جولة من المحادثات بين الولايات المتحدة ودبلوماسيين من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا تهدف إلى إنقاذ الاتفاق مع إيران.
ومن المقرر أن يجتمع الجمعة في فيينا ممثلين عن الدول الموقعة على الصفقة الإيرانية، وهم المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وإيران والولايات المتحدة.
وفرضت اتفاقية عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، التي وصفها الرئيس السابق باراك أوباما بأنها "اختراق دبلوماسي"، قيودا على برنامج إيران النووي، بينما رفعت مجموعة من العقوبات الأميركية والدولية عن طهران.
وفي حملته الرئاسية لعام 2016، شجب ترامب الاتفاقية باعتبارها "أسوأ صفقة على الإطلاق"، قائلا إن إيران حصلت على إعفاء من العقوبات من دون الاضطرار للتخلي عما يكفي من برنامجها النووي.