الأدب
... ' لحاظها ' ...
لحاظ عيناها تأخذني لبعيد
جمالها يأسرني وفيه أنا شهيد
عبارته قالها يوم أن قتله الرعديد
ويحي يا أمي متى سيأتي العيد
اجتُثَّت رقاب أعمامي وأخوتي
سالت دماؤهم تروي شجرتي
ودموعي تؤنس وحدتي
تَمَزَّقتُ وكانت غربتي
أنتظر هنا سقوط أمطار الرحمة
فقط أمسك عدستي
أُسجِّل مشهدًا بغرفتي
أنا وعرائسي وأرجوحتي
أتَذَكَّر رائحة خُبزك الذكية
قد كُنتُ فتاةً يافعةً قوية
تلك الزعترات من يدِكِ الشهية
عطر الياسمين الأخَّاذ
طلة أبي البهية
حكايا الجيران من شُرفتي
ضاعت الأحلام تحت الرُّكام
أُصَوِّر الآن تصاعد الدخان
الجزع يَلُفُّني وارتدت غزة الأكفان
بالسماء مشهد مهيب
أعلام يحملها الفرسان
والأرض اكتَسَت بالأجساد بالأشلاء
وتلك المُدَرَّعات الفاجرة تتخضَّب بالدماء
أرى بكاء المئذنة مات يا أمي شيخنا
مَنْ يُقيم الصلاة ويرفع الأذان
صمَتت أجراس الكنائس وهذي جنائز الرهبان
أقف هنا أبحث عنكِ
أُنادي يا أماه بكل مكان
رفيقات درسي أسمعهن تغنين
نشيد العزة يُردِّدن
ويَكتُبن على أوراق الزيتون
ترنيمة أرضي لن تهون
عهودنا شامخة وجباهنا بالفخر موشومة
احتضنتنا ذراعاكِ يا أماه غُدِرنا لستِ ملومة
يعجز القصيد وتنهار القوافي
يحضُرني فقط صور مشؤومة
أُوَثِّقُ تغريدة عصفور حزين ودروب ملغومة
