العالم العربى
رحلة العزة والكرامة من الداخلة إلى إسطنبول قُبرص وأضنة من أجل تمتين الأخوة التركية المغربية.
تتدفٌَقُ المشاعر فياضة في هذه الرحلة التٌَاريخية لنشر الدبلوماسية الموازية من أجل القضية الوطنية الجوهرية للشعب المغربي وتقوية الصداقة التركية المغربية العريقة. إنطلقت الرحلة من الأرض الطاهرة المباركة مدينة الداخلة خادمة الأعتاب الشريفة لؤلؤة الصحراء المغربية. مشاعر الفخر بالإنتماء لهذا الوطن العزيز، وإحساس بالعزة والكرامة بوجودنا بين أهل الصحراء أصحاب الفضائل و الأخلاق الحميدة أهل الضيافة والكرم الحاتمي. بمدينة الداخلة الأبية نلتئم بين أحضانها ونحن نعيش لحظات تاريخية بين ذكرى المسيرة الخضراء المُظفرة وعيد الاستقلال المجيد،وفرحة الانتصارات الغزيرة لقضيتنا الجوهرية الصحراء المغربية في المحافل الدولية. هذا الشهر شهد ملاحم وطنية كبرى عبر تاريخ المغرب العريق جاهد فيها رجال ونساء صحرائنا المغربية بكل صمود ووطنية من أجل وحدة البلاد وازدهارها. فبين رمزية الزمان وخصوصية المكان، إنطلقت رحلة العزة والكرامة من اجل الوحدة الترابية من مدينة الداخلة إلى مدينة اسطانبول وقبرص ابشمالية وأضنة بالجمهورية التركية، الشقيقة، هذا الحدث المُتميز له دلالات قوية وأبعاد مُختلفة ويقتضي منا جميعاً الإبداع في خلق تصورات واستراتيجيات مُتكاملة ومٌبادرات خارج أرض الوطن خدمة للقضايا الوطنية الكبرى. ولا شك أن قضية الصحراء تتجاوز بالنسبة للمغاربة ما هو سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وتتخطى ما هو قانوني ودبلوماسي لتأخذ بُعداً أعمق في الوجدان والضمير المُشترك حيث ترتبط بالأهل والعرض والكرامة وتلبس رداء المُعتقد والمُقدس وتُشكل في موروثنا الجماعي قضية الوطن الأولى. ولأنها كذلك وربما أكثر، فقد أعلنها صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله بكلمات صريحة واضحة وقع صداها في القلوب مباشرة، حيث أكد في خطابه السامي أمام مُمثلي الأمة يوم 11 أكتوبر 2013. " إن قضية الصحراء ليست فقط مسؤولية ملك البلاد وإنما هي أيضاً قضية الجميع : مؤسسات الدولة والبرلمان والمجالس المنتخبة وكافة الفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية وهيئات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وجميع المواطنين ". انتهى النطق الملكي السامي. إنها رسالة أكدت على مُعطى أساسي وهو أن النوايا الطيبة لوحدها لا تكفي للتعبير عن الحٌب وأن الارتباط يقتضي الالتزام والمبادرة، وهو ما قام به الشعب المغربي قاطبة وخاصة مغاربة العالم،وخلق عدة مبادرات ثقافية واجتماعية وعلمية تًعرف العالم بقضيتنا العادلة الصحراء المغربية. وحيث ترك لنا التاريخ العديد من الحفريات والوثائق والدلائل التي تشهدُ أن الصحراء مغربية،وأجدادنا وهبوا حياتهم حفاظاً على وحدة هذا الوطن. ولعله بعد كل هذا لن يكون غريباً أن نجد وثيقة تحديد البيعة التاريخية التي تقدمت بها قبائل واد الذهب سنة 1979 أمام المغفور له الملك الحسن الثاني، هي بقلم القاضي البلدي أحمد حبيب الله برابوه. إذن نحن أمام تُراث كبير ومدرسة للعبر مُطالبون بالمحافظة عليها أولاً والتعريف بها للأجيال القادمة لمن لم يعيشوا أجواء المسيرة الخضراء المُظفرة، وقوافلها المباركة ولم يرددوا مع جيل الرواد قسماً خالداً صادقاً انبثق عن قلوب آمنت بعدالة القضية وقانونيتها حتى قبل أن تصدر محكمة العدل الدولية حكمها الذي جاء فيه:" كانت بين الصحراء والمملكة المغربية روابط قانونية وروابط ولاء". إن مسؤوليتنا اليوم كمجتمع مدني أصبحت أكثر إلحاحية أمام دقة المرحلة،لنقوم جميعاَ للتعريف بها وطنياً ودولياً واستخدام كافة آليات التواصل واستثمار كل الفُرص المُتاحة من لقاءات ومؤتمرات وندوات وزيارات لحشد التأييد ومواجهة الطروحات المتهافتة لخصوم وحدتنا الترابية. ومنذ أكثر من 35 سنة أعطيتُ حياتي خدمة لهذه القضية العادلة وسافرت إلى عدة دول بأوروبا و أمريكا والخليج العربي من اجل خلق مُبادرات ثقافية تُعرف بتاريخ العريق للدولة المغربية الشاهدة على البطولات والانتصارات من أجل الوحدة الترابية. وهذه السنة احتفل الشعب المغربي بالذكرى 49 سنة للمسيرة الخضراء المًظفرة وذكرى عيد الاستقلال التي تُصادف هذه السنة الذكى 71,فأبينا إلا أن تنطلق رحلة العزة والكرامة من أجل الوحد الترابية من مدينة الداخلة إلى مدينة إسطنبول التركية واللقاء مع أحفاذ السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله. ولن ننسى كرم وضيافة والعناية الفائقة لأحفاذ السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله وخاصة الأمير أورهان الذي كلف الدكتور إسلام الصديق الصادق الذي رافقنا مدة إقامتنا بأسطنبول هذه هي شيمات السلاطين. بمشروعها الثقافي التاريخي الذي داع صيته في العالم،وانت في هذا المجمع الثقافي السياحي يغوص بك في تاريخ الدولة العثمانية، وتعيش وكأنك في العهد الغثماني الزاهر...بابتسامتها وذكاءها الخارق وكرم ضيافتها تجعلك أن لا تملك إلا أن تقف وقفة وتقدير للمرأة العثمانية خاصة والتركية عامة بجانب صورة السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله،قدمت فعاليات المجتمع المدني المغربي هذية رمزية تتميناً للأخوة التركية المغربية العريقة،ولبس الأمير أورهان حفيد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله،وهو شخصية مؤثرة في العالم بدوره الخيري والإنساني ودعمه المتواصل للشعب الفلسطيني الصامد،جلباب مغربي أصيل وكانت مفاجأة له وخاصة وهو مُحب وعاشق للمغرب ومُعجب بأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله. كما كان لبد من تقديم هدية رمزية الى إبنته الاميرة نيلهان وهي عبارة عن لباس نسائي مغربي خاص بالمرأة الصحراوية وارتدتها وهي فخورة بما وصلت إلية المرأة المغربية من طنجة إلى الكويرة. وتُعدّ نيلهان عثمان أوغلو، من أبرز أحفاد السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، من بين الذين لا يزالون أحياء بعد، حيث كانت أولى أحفاد السلطان في المنفى، وهي التي تُحافظ الآن على تُراثه بعد سنوات طويلة من رحيله. وتُصرح حفيدة السلطان إنها كانت أول فرد من تولد في المنفى. ويُذكر أن السلطان عبد الحميد الثاني اعتلى العرش العثماني، في 31 أغسطس/آب 1876، ليكون آنذاك السلطان الرابع والثلاثين من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرين من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. جاء صعوده إلى العرش بعد خلع شقيقه مراد الخامس وعمه السلطان عبد العزيز، على خلفية مساعي رجال الدولة والإداريين لتأسيس صيغة إدارة مشروطية (دستورية) لحكم الدولة العثمانية. وبعد ذلك بوقت قصير، جرى إعلان أول دستور للدولة العثمانية الذي عُرف باسم "القانون الأساسي"، في 23 ديسمبر/كانون الأول 1876. واجه السلطان عبد الحميد العديد من المشاكل فور اعتلائه العرش، ولعل أبرزها إعلان روسيا الحرب على الدولة العثمانية في 24 أبريل/نيسان 1877. جمع السلطان عبد الحميد مراكز إدارات الدولة في قصر يلدز، بدعم وتأييد من بعض رجال الدولة، وأسس جهاز استخبارات قوي عُرف باسم "جهاز يلدز للاستخبارات". حافظ السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، خلال فترة حكمه على نمط حياة بسيط، ولم يتوان قط عن المساهمة في دعم خزينة الدولة من ماله الخاص، وخفض مصاريف القصر إلى الحد الأدنى. وسعى السلطان عبد الحميد إلى نشر الإسلام في أقاصي الأرض مثل جنوب إفريقيا واليابان، من خلال ارسال العلماء، وأمر بتشييد خط الحجاز الحديدي المُمتد من دمشق إلى مكة. وتُعتبر قضية فلسطين، من المسائل المهمة التي أبدى فيها السلطان عبد الحميد صلابة وحقق فيها نجاحاً جزئياً؛ حيث رفض عرضاً من الصهاينة بسداد الديون الخارجية، مقابل إقامة دولة لليهود في فلسطين. كما اتخذ السلطان عبد الحميد سلسلة من التدابير للحيلولة دون هجرة اليهود إلى فلسطين، من أصقاع العالم، واستيطانهم فيها. في العاشر من فبراير/شباط 1918، توفي عبد الحميد الثاني، وبتعليمات من السلطان رشاد جرى دفنه بعد يوم من وفاته في مقبرة السلطان محمود الثاني، بعد مراسم تأبين خاصة بالسلاطين. ولدى السلطان عبد الحميد الثاني، العديد من الأحفاد ممن لا زالوا حالياً على قيد الحياة، حيث يقيم بعضهم في بلدان عربية، وآخرون في تركيا، فيما يتواجد البعض الآخر في بلدان غربية.