الأدب
... ' والليلِ إذا غنّى ' ...
والليلِ إذا غنّى...
في صَهَدِ الخيلِ العاري للنجمِ الغارب...
زغردَتِ الرّبحُ تهشُّ لوجهِ سماءٍ غضبى..
نثرَتْ نتَفاً من سحبٍ تسعى
فوقَ رخامِ الظلِّ العاكسِ لي...
والليلِ إذا جنّ وأهوى
بمطارقِ تقريعٍ للسرِّ المندسِّ معي...
كالساجدِ في صمتِ الكهّان.
كالدائرِ حولَ جنونِ الأقدام..
كالعابرِ فوقَ جحيمِ النار..
ينهَلُ جمرَ القربان...
يتلظّى من سردابِ البعدِ الحائل...
والليلِ إذا هدَّ مواخيرَ خطايانا..
وحدي أقترفُ الرّجمَ المنزوعَ منَ الصلبان..
أعرجُ صوبَ الهمسِ السُاري في الأحياء..
أنتزعُ الضوءَ المنسلَّ منَ الساحات...
أركضُ دونَ جذورٍ أو كفنٍ أو عنوان...
غلبَ النّومُ حكاياتي..خلدَتْ للوسنِ الداهم..
طالعني وجهُ نبيٍّ من رُسلِ الأسباط..
حقَّ عليهِ طلوعُ البدرِ الباهي..
ومشى يلهجُ بالآيات...
عدتُ أقولُ وقد بلغَ العمرُ شفيرَ الصمت..
والليلِ إذا غنّى...