كتاب وآراء

اكبر من مجرد خرق امني .

كتب في : الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 7:34 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

ثمة معضلة امنية كُبرى يواجهها حزب الله بعد عملية التفجير الجماعي لاجهزة البايجيرز التي حصلت يوم امس الثلاثاء في ١٧ ايلول - سبتمبر ٢٠٢٤ ، وهي بالتالي شكلت ازمة وجودية وضعت حزب الله كتنظيم سياسي وعسكري تحت المجهر الصهيوني ، من حيث تعدد الانكشاف والخرق الامني الواضح لا بل الفاضح ، وذلك يعني ان العدو الصهيوني يعرف تفاصيل التفاصيل ، لا بل يعرف نوايا حزب الله وقيادته وكيف تُفكر وبالتالي تأخذ القرار الذي يجعلها متقدمة عليه بخطوات ، وهذا ما سهل عمليات الاغتيال لقيادات وكوادر الحزب . من هنا ، تظّهر بالامس ان الخرق الامني والانكشاف الاستخباراتي للحزب خطير وخطير جدا ، لا بل جعل من الحزب واجهزته السياسية والامنية والعسكرية مكشوفة للعدو فيعرف كل شيء ويستقريء ماهي القرارا التي سيتخذها او في صدد اتخاذها ، ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل ان الخرق هو في ايران ذاتها وعلى مستوى كبير مما مكن اسرائيل واجهزتها القيام بأعمال خطيرة جدا ومتميزة وهذا ما سهل عملية مراقبة صفقة الاجهزة المستهدفة من المصدر حتى وصولها اليه . اذا صدقت المعلومات والتي توفرت بالامس عن مصادر شحنة اجهزة البايجرز الاخيرة والتي كانت محل رصد منذ لحظاتها الاولى والذي سهل للعدو من خرق تلك الاجهزة وتفخيخها وبالتالي مراقبتها ومراقبة من يستعملها وكل الرسائل التي كانت تُرسل عبرها ومن خلالها ، اتاح الفرصة للاجهزة الصهيونية من قراءة اوضاع حزب الله ووضعه تحت المجهر الاستخباراتي لاشهر ومتابعتها لدقائق الامور جعل منها ليست متفوقة بالميدان فقط بل في قراءة المستقبل الذي يفكر ويخطط له حزب الله ، وهذا ما مكن قيادة العدو من القيام بالضربة الاستباقية قبل نصف ساعة من موعد الرد الذي قام حزب الله به انتقاما لمقتل قائده فؤاد شكر . وبالامس تم الكشف عن تفاصيل ما تعرفه اسرائيل واجهزتها نتيجة الخرق الفاصح في جسد الحزب . هذا من جهة ، ومن جهة ثانية عملية الامس جعلت من القادة الامنيين والعسكريين في الجبهات والداخل مكشوفين وعُراة امام العدو ، وبالتالي تم تحييدهم من المعركة ، وهذا امر خطير يحدث لحزب الله . هذا ما يؤكد ان الحزب واجهزته مارسوا مع بقية اللبنانيين ما تمارسه الانظمة العربية الدكتاتورية ، بأن اجهزتها تُراقب الشعب واجهزتها يعيث فيها العدو الفساد ، وبالتالي كان اي مواطن او طرف لبناني والشيعي تحديداً اذا اختلف بالرأي مع حزب الله يُصنف عميل او عميل سفارة بينما اجهزة الحزب الامنية ينخرها الفساد والموساد الصهيوني واستخباراته تعيث فيها فساداً والعمالة اخترقت صفوفه وبيئته . هذا الامر يُرتب على الحزب ان يُعيد ترتيب صفوفه من جديد ويقوم بإجراءات استثنائية فيتم تغيير كل الرتب والتراتبية خصوصاً القيادات الامنية والعسكرية ويُعيد بناء الحزب من جديد لكي يتجنب الاختراق الصهيوني ، والامر الاهم ان يتخلص من الممارسات الاستعلائية على بقية المواطنين والاطراف اللبنانية الاخرى ويقدم باعتذار علني من كل اللبنانيين والمعارضين منهم والشيعةِ على وجه الخصوص نتيجة ماالحقته قيادته وجيوشها الالكترونية بهم من نعوت وتوصيفات بالخيانة وما تحملوه من صنوف الاساءة والمعاملات الخشنة .

 

بداية الصفحة