رياضه
ثقوا وصدقوا.. السلاح الأهم للزمالك أمام صن داونز
الحديث عن التشكيل مهم، وضع الخطة أهم، تحديد مصير علي فتحي ضروري، زيادة عدد الجماهير المقرر حضورها أكثر ضرورية.. كل ذلك يجب إثارته قبل موقعة الزمالك وصن داونز الجنوب إفريقي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا.
لكن بعد هزيمة الأبيض في لقاء الذهاب بثلاثية نظيفة، يبقى هناك ما هو أهم من التشكيل والخطة وعلي فتحي، وربما الحضور الجماهيري.. ألا وهو أن تكون رغبة لاعبي الزمالك في الفوز جامحة، وأن يصدقون أنهم قادرون على تعويض الفارق وهزيمة صن داونز بنتيجة كبيرة تعيد الأميرة الإفريقية إلى الفارس الأبيض بعد 14 عامًا من الفراق.
الزمالك خاض مباراة العودة أمام النجم الساحلي التونسي بإياب قبل نهائي الكونفدرالية العام الماضي، دون جماهير حاشدة، ودون علي فتحي، وبمدير فني قدراته الدفاعية أكبر من الهجومية هو البرتغالي جيسوالدو فيريرا، لكن كتب الأخير على أثاث غرفة خلع الملابس رقم "4" وبث في اللاعبين روح الثقة والقتال، فنزلوا إلى أرض الملعب برغبة جامحة في الفوز، وتصديق لمقدرتهم على تحقيق المعجزة وتعويض الهزيمة بنتيجة 5/1 في تونس، فسجلوا 3 أهداف وكادوا يسجلون الرابع، مع الحفاظ على شباك أحمد الشناوي نظيفة رغم طرد المدافع علي جبر بعد دقائق قليلة من بداية المباراة.
لاعبو القلعة البيضاء يحتاجون فقط لخوض مباراة صن داونز بروح مغامرة حذرة، بأداء انتحاري غير متهور، تكون الأولوية الأولى لعدم استقبال أهداف، والأولوية الثانية للتهديف دون استعجال ولكن بجدية وسرعة وإصرار.. لو رأى لاعبو صن داونز تلك الأشياء الثلاثة في عيون فرسان القلعة البيضاء، سيُهزموا نفسيًّا، وهذا هو الانتصار الحقيقي الذي سيجلب لا محالة الانتصار الرقمي للفارس الأبيض.
بخلاف مباراة العودة أمام النجم الساحلي العام الماضي، لا بد للاعبي الزمالك من مشاهدة مباريات ملحمية مثل اللقاء التاريخي بين أنجولا ومالي في افتتاح بطولة كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنجولا، والذي انتهى بالتعادل 4/4 بعد أن كان صاحب الأرض متقدمًا وسط جماهيره برباعية نظيفة، فظن الجميع أن اللقاء انتهى إكلينيكيًّا، لدرجة أن المعلق سعيد الكعبي قال بعد الهدف الرابع لأنجولا إن صعودها للدور الثاني مضمون بعد إحراز هذا الكم من الأهداف. لكن الكتيبة المالية بقيادة سيدو كيتا وفريدريك كانوتيه انتفضت وسجلت 4 أهداف في الربع ساعة الأخيرة من المباراة الأسطورية.
فليشاهدوا أيضًا مباراتي نهائي دوري أبطال آسيا 2004، حين التقى اتحاد جدة فريق سونجام الكوري الجنوبي، فخسر منه في السعودية بنتيجة 1/3! قبل أن يقلب الفريق السعودي الطاولة ويفوز بخماسية نظيفة خارج أرضه ويحصد البطولة.
وإذا كنا نحتاج 3 أهداف في مباراة كاملة حتى نتعادل مع صن داونز، فقد سجل ليفربول 3 أهداف في 6 دقائق ببداية الشوط الثاني من نهائي دوري أبطال أوروبا 2005، بعدما كان متأخرًا بثلاثية نظيفة في الشوط الأول أمام ميلان الإيطالي، لينتهي اللقاء الشهير بالتعادل 3/3، ويفوز الريدز بركلات الترجيح.
بعد مشاهدة تلك الملاحم ليس على لاعبي الزمالك سوى خوض لقاء صن داونز بروح هذا البيت من قصيدة "لا تصالح" لأمل دنقل: