عالم

عنف ونهب وحرائق.. مظاهرات باريس تكسر حاجز «السلمية»

كتب في : الأحد 02 ديسمبر 2018 - 12:45 صباحاً بقلم : مجدى عصمت

تصاعدت وتيرة العنف في العاصمة الفرنسية "باريس"، اليوم السبت، بعد محاولة متظاهري "السترات الصفراء" دخول شارع الشانزليزيه، وتصدي قوات الشرطة لهم، بخراطيم المياه وقنابل الغاز، ما حوّل المنطقة إلى ساحة معركة وكر وفر بين المحتجين وقوات الشرطة. ووفقا لـ"سكاي نيوز"، اعتقلت الشرطة أكثر من 120 شخصا خلال التظاهرات الاحتجاجية، خلال ثالث مظاهرة ينظمها المحتجون الغاضبون من رفع أسعار الوقود. وارتفعت حدة المواجهات، بعد الظهر، عندما أقدم عدد من المتظاهرين على حرق سيارات وسط باريس، قابلتها الشرطة بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع.

وذكرت الحكومة الفرنسية أن قوات الأمن وجدت عبوات ناسفة مع عدد من المتظاهرين، بينما أعلنت عن تمسكها بالحوار مع المحتجين واحترامها لحرياتهم.

وتجمع متظاهرون داخل قوس النصر في باريس، بينما أزال آخرون الحواجز التي وضعتها الشرطة لحماية تمثال الجندي المجهول، وسط أجواء مشحونة.

كما اندلعت النيران في الشانزليزيه إثر عمليات إحراق السيارات من قبل المتظاهرين، الأمر الذي استدعى إعادة استخدام خراطيم المياه من قبل الشرطة.

وكتب عدد من المتظاهرين عبارات مثل "السترات الصفراء ستنتصر" على بعض الجدران في المدينة، وقال أحد المتظاهرين: "المواطنون يعانون في المعيشة حتى نهاية الشهر. نحن نعمل كثيرا وندفع الكثير من الضرائب. لقد سئمنا من الأمر"، وقال آخر: "القوة الشرائية لدينا بدأت بالتلاشي يوما بعد يوم، ومن ثم الضرائب. الدولة تطلب منا التقنين في الإنفاق، ولكنهم يعيشون فوق المستوى المتوسط بأموالنا".

المتاجر تغلق أبوابها

من جانبها، ذكرت وكالة رويترز، أن محلات جاليرى لافاييت ومتاجر برنتان أغلقت أبوابها فى وسط باريس مع تصاعد حدة العنف فى العاصمة.

ونقلت "رويترز" عن شاهد عيان، أن رجال الإطفاء يكافحون حريقا فى مبنى قريب من الشانزليزيه، مشيرا إلى أن متظاهرين أضرموا النيران في مبنى في شارع رئيسي قرب قوس النصر في وسط باريس.

وأوضح تليفزيون "بي.إف.إم" أنه تم إغلاق 19 محطة على الأقل لقطارات الأنفاق في وسط باريس، اليوم السبت، وسط امتداد الاشتباكات العنيفة بين المحتجين من أصحاب السترات الصفراء وشرطة مكافحة الشغب في أنحاء العاصمة مع حلول الليل.

ونقلت "إكسترا نيوز"، عن وسائل إعلام فرنسية، أن المتظاهرين يقتربون من برج إيفل والصدامات بين الأمن والمحتجين تمتد لمنطقة دار الأوبرا، مشيرة إلى احتراق عدد من السيارات وأحد الفنادق بمنطقة قوس النصر، وكذا انتشار عمليات نهب وسلب لعدد من المصارف والمطاعم في العاصمة.

وذكرت الشرطة الفرنسية أن 92 مصابا في مواجهات السترات الصفراء، حتى الآن، من بينهم 14 شرطيا، مشيرة إلى أنه تم اعتقال 194 من المحتجين المتورطين في أعمال العنف.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان أن نحو 75 ألف شخص يشاركون في تظاهرات "السترات الصفراء" في مختلف أنحاء فرنسا السبت.

وهذا العدد أقل بكثير من عدد المشاركين في أول يوم تظاهر في 17 نوفمبر عندما شارك نحو 282 ألف شخص، وأدنى من عدد 106 آلاف من المشاركين السبت الماضي.

الأوضاع في فرنسا لم تعد مريحة أو يُمكن الوثوق بها لتقود البلاد لبر الأمان، خاصة في ظل حالة من التناحر والغضب الذي صاحب التظاهرات الشعبية في فرنسا بعد قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود كجزء من سياسة تستهدف خفض الاعتماد على المحروقات للمساهمة في إنقاذ المناخ.

إيمانويل ماكرون الذي يقود وفد فرنسا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين المقامة في الوقت الحالي بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حصل على قسط من الراحة بالتوجه إلى أمريكا الجنوبية، بعد أن اشتعل فتيل الأوضاع في بلاده، ليطرح تساؤل هل انتهى حاجز السلمية في مظاهرات فرنسا أم أن ماكرون سيعيد الأمور إلى نصابها؟

بداية الصفحة