تقارير
'الشائعات'.. رسائل مواقع التواصل الاجتماعي المفخخة
تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من أبرز الابتكارات التكنولوجية التي غيرت طريقة تفاعل الناس وتبادل المعلومات.
ومع هذا التغيير، ظهرت مخاطر جديدة تتعلق بنشر الشائعات والمعلومات المضللة، في عصر يزداد فيه الاعتماد على هذه المنصات كمصدر رئيسي للأخبار، أصبحت الشائعات تنتشر بسرعة أكبر، مما يُعيق قدرة المجتمعات على التمييز بين الحقائق والمعلومات المضللة. لذا، يتطلب التصدي لهذه الظاهرة وعيًا جماعيًا وفهمًا عميقًا لخطورة تأثير السوشيال ميديا على المعلومات التي نتلقاها يوميًا.
خطورة السوشيال ميديا في انتشار الشائعات
تقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس، إن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر من أبرز المنصات التي تسهم في نشر الشائعات بسرعة وفاعلية، مما يزيد من خطورتها، لأنها تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للمستخدمين نشر المعلومات في لحظات، مما يجعل الشائعات تنتشر بشكل أسرع من أي وقت مضى. المعلومات المضللة يمكن أن تنتشر في ثوانٍ، مما يصعب على الجهات الرسمية التصدي لها في الوقت المناسب.
الوصول إلى جمهور واسع
وأضافت أنها تتيح السوشيال ميديا الوصول إلى جمهور كبير ومتعدد الفئات. يمكن لأي شخص نشر شائعة، مما يزيد من احتمالية وصولها إلى عدد كبير من الناس، حتى لو كانت غير صحيحة، مشيرة إلي أنها تستخدم الشائعات غالبًا أساليب مثيرة للانفعالات مثل الخوف أو الغضب، مما يجعلها أكثر جذبًا للمستخدمين. هذا يؤدي إلى تفاعل أكبر مع المحتوى المضلل، حيث يميل الناس إلى مشاركة ما يثير مشاعرهم.
صعوبة التحقق من المعلومات
واستكملت أن المعلومات تنتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل من الصعب على المستخدمين التحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها. يفتقر الكثيرون إلى الخبرة أو المعرفة اللازمة للتفريق بين الحقائق والشائعات، مضيفة أن تستخدم منصات التواصل الاجتماعي خوارزميات تعزز المحتوى الذي يتفاعل معه المستخدمون بشكل أكبر، مما يعني أن الشائعات يمكن أن تتصدر الأخبار وتصل إلى مزيد من الأشخاص، حتى لو كانت غير دقيقة.
عدم وجود رقابة فعالة
وأشارت إلي أن العديد من منصات السوشيال ميديا تفتقر إلى آليات فعالة للرقابة على المحتوى، مما يسمح بانتشار الشائعات دون أي مساءلة. بينما تسعى بعض المنصات إلى معالجة هذه القضية، لا تزال الشائعات تتسرب بسهولة.
خلق بيئة من عدم الثقة
وأضافت أن يؤثر تأثير الأقران بشكل كبير على انتشار الشائعات. إذا شارك شخص موثوق به شائعة معينة، فإن أصدقائه ومتابعيه قد يميلون إلى تصديقها ومشاركتها بدورهم، مما يعزز دائرة الشائعات، كما تؤدي الشائعات إلى خلق بيئة من عدم الثقة في المعلومات الرسمية، مما قد يؤثر على القرارات العامة والخاصة. عندما يفقد المواطنون الثقة في المعلومات، يصبح من الصعب عليهم اتخاذ قرارات مستنيرة.
واختتمت الدكتورة سامية خضر، أن خطورة وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الشائعات تتطلب وعيًا جماعيًا وجهودًا متكاملة من الأفراد والمؤسسات. من خلال تعزيز التعليم الإعلامي وتشجيع التفكير النقدي، يمكن تقليل أثر الشائعات وحماية المجتمعات من تأثيراتها السلبية.