الأدب

...... 'رقصة الإعصار ' .........

كتب في : الأربعاء 01 مايو 2024 - 11:35 صباحاً بقلم : أسمهان بدير

 

ودخلت

ما بين اللهفة واللهفة

وحلمت

أني نجمة

نفضت أجنحة الظلمة

واختبأت في عمق الشريان العاري

صمدت في وجه الإعصار

عانقت الأقمار

نزفت في شريان النخلة

نبتت في جرح المدن الثكلى

غاصت وحيًا

في عمق سماء من نار

أسرتني رهبة

متسربلة

بسراب البحر المخنوق بمائه

أتقدم

ماء

شفق

ودماء

وسيوف برية

عصفور بجناح واحد

ويناب واحد

جثث حارة

مصلوبة

مابين جفوني ومداها

جثث مذبوحة

وحلالًا مذبوحة

توراة

إنجيل

قران

كتب .. كتب .. كتب

أطيار

وشموس حمراء مدججة

تغتال الأبصار

أتقدم

أدخل في فلك الغربة

أدخل في فلك المنفى

أغشى مدنًا

يعتنق البحر جدائلها

في دمها يصطحب الذعر

يصطحب الموت ،

الحقد ، الكفر ،

زمن غامض

زمن يجتر غرائزه

وأنت تدوس جراحاتي

صمت جراحاتي

وتغيب ..

عانقت البحر المرهف

أغتسل

لأنبعثا ..

في رحم الأرض غمامة

تحتضن المدن الظمأى

أبصرت نجومًا عارية

في جثث الأسماك

ورأيت الأصداف

جميع الأصداف

قد ذبحت في صمت الليل

وأعود إلى صمتي

يندس فحيح في أذني

أصغي

ألهاث كلاب يقترب

أم سرب من بوم يحتفل ؟

أم زحف ضباع ؟

خيالات نداءات غرثى

كسهام تنطلق

تغمر كل الفجوات الوحمى

في عري دمي

وجميع نداءات الشفق المحتضر

في أفق المدن المغدورة

أصبحت في القلب سرابًا

منكسر الأجنح

مقطوع الأوتار

البذرة تنمو ..

تومض في أفواه القهر

والدم يجنح

نصل السكين

ينعتهم الظمأ

أبحر ..

حيث أبسمل

وأخبيء خلف جدار الوجدان

ألوان فساتيني

وبقايا أسراري

مهلًا ، مهلًا

ماذا أبصر

روسًا بيضاء

روسًا سوداء

روسًا لا لون لها

تنتفض ..

تعتنق الليل ..

ترقص في جفن الإعصار

تحرق أشرعة الفجر

وتقهقه زهوًا

وتجن ..

ليلي لون مدينتنا

أتقحم

ترتفع الأرض

وتحط فوق ذرى الحمل ،

عري الشجر العاقر ينفجر

وجه القمر الزائف

ينفضح

ويوشوش في أذني صوتً

الهاث كلاب يقترب ؟

أم سرب من بوم يحتفل

أم زحف ضباع ؟

قالوا

بيروت .. تخاف البحر

عجبت !

كم كنت أراها تغتسل

وعلى شاطيء جفنيها

خيل دهم تصطخب

شفتي يابسة

رئتي بركان

ويدي حقد

حقد

حقد

وأناديك

يابيروت أناديك

في زمن الموت

في زمن العري

في زمن التيه

أناديك

وأعلل نفسي

وأضاجع جرح القمر

وأنتظر ..

أشرعة النور المبتل

بندى الرغبة

أنتظر الغيث الاتي

وأظل على ظمأي

أسمهان بدير

بداية الصفحة