أخبار مصر
توحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة حول العالم.. حلم يراود الأقباط ويسعى البابا تواضروس لتحقيقه

يحتفل المسيحيون هذا العام حول العالم بعيد القيامة 20 أبريل وهو أمر يتكرر كل 4 أو 5 أعوام مرة بسبب الحسابات الفلكية، فيما عدا ذلك يختلف موعد الاحتفال ليكون هناك احتفال كنائس الشرق بالتقويم القبطي وكنائس الخارج بالتقويم الغربي.
دعوة البابا تواضروس لتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة
انطلاقا من هذا دعا البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية لتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة حول العالم وذلك الشهر الماضي خلال استقباله وفد الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
مقترح الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية
طرحت الجمعية خلال لقائها مقترح قدمه دكتور إيوان فولبوسكوا رئيس الجمعية العمومية وعضو البرلمان الروماني بمبادرة لتوحيد عيد القيامة لكافة المسيحيين.
وقتها أعرب البابا تواضروس عن تقديره لاهتمام الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية بهذا الموضوع، وأوضح رؤيته بخصوص توحيد العيد، وهي أنه بحسب ما أقره مجمع نيقية عام ٣٢٥ ميلادية، فإن كنيسة الإسكندرية صارت هي المسؤولة عن تحديد عيد القيامة (كل عام) فكان البابا ألكسندروس وهو من ضمن البطاركة الذين حضروا المجمع، ومن بعده البابا أثناسيوس وغيرهما من البطاركة، يحددون عيد القيامة ويرسلون الموعد لكافة كنائس العالم كل عام من خلال الرسالة الفصحية، مشيرا إلى أن كنيسة مصر برعت في علوم الفلك والرياضة.
وبحسب ما أوضحه البابا تواضروس فإن كنيسة الإسكندرية كانت تحدد العيد من خلال ثلاثة شروط، هي:
١- أن يأتي بعد الاعتدال الربيعي.
٢- أن يأتي بعد الفصح اليهودي وليس أثناءه أو قبله.
٣- أن يأتي يوم أحد.
وبحسب رؤية البطريرك فإنه يمكن للمسيحيين حول العالم أن يحتفلوا بعيد القيامة في موعد واحد في كل العالم، يتغير هذا الموعد من عامٍ لآخر، متمنيا أن ينتهز المسيحيون فرصة الاحتفال هذا العام في نفس اليوم بأن يستمر الاحتفال في موعد موحد في الأعوام المقبلة تعبيرًا عن وحدة إيمانهم بقيامة المسيح الفادى والمخلص.
البابا تواضروس والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان متفقين على توحيد عيد القيامة لكن مازالت هناك كنائس تدرس الأمر.. هكذا بدأ الأب رفيق جريش المسئول عن جريدة حامل الرسالة الكاثوليكية حديثه.
بحسب تصريحات الأب رفيق جريش لبوابة الأهرام فتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة حول العالم يعطي ميزة روحية حيث يستطيع الجميع الاحتفال في وقت واحد، لافتا إلى وجود مسيحيين ارثوذكس وكاثوليك في عائلة واحدة وبسبب اختلاف موعد الاحتفالات تختلف مواعيد احتفال العائلة الواحدة.
يقول القمص موسى إبراهيم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: يكفي أن تكون المناسبة ذات القيمة العظمى لمسيحيي العالم وهو عيد القيامة أن يتم الاحتفال به في موعد واحد.. بحسب
يؤكد القمص موسى إبراهيم في تصريحاته لبوابة الأهرام أن الأمر كله له علاقة بحسابات الفلك والتقاويم وليس لها علاقة بالعقيدة، ضاربا المثال بعيد الفطر لدى المسلمين حيث يختلف أحيانا وفقا لحسابات فلكية ورؤية الهلال، متابعا: يبقى وقع اختلاف موعد الاحتفال على النفوس سلبيا.
وفقا لتوضيح المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية : فتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة حول العالم سيكون ذا وقع إيجابي على الجاليات المصرية حول العالم، بدلا من الاحتفال وفقا لكنيستهم في وطنهم وترك الاحتفال في البلد التي يعيشون فيها وكذلك مواعيد الإجازات.
وبحسب رؤية الأب رفيق جريش فهناك كنائس تفكر أو تدرس الأمر نظرا للظروف في بلدانها على سبيل المثال كنائس أوكرانيا وروسيا.
وبحسب رؤية رجال دين آخرون : فالانقسامات السياسية بين روسيا وأوكرانيا ليس لها علاقة بعقيدة الكنيستين وإن اختلفت الادارة فكلاهما نفس الصلوات ونفس الايمان.
الاختلاف سيكون بدلا من أن يكون بطريرك موسكو قائد الكنيستين سيكون هناك بطريرك موسكو وبطريرك أوكرانيا وكلاهما سيكون لهما امضاء على الاتفاقية.
دعوات توحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة
الدعوة لتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة حول العالم ليس وليد اللحظة ولكنه مشوار طويل بدأه البابا تواضروس منذ ما يزيد عن 10 سنوات.
جاء ذلك في سعي دؤوب من البطريرك الراعي لتحقيق حلم ابناؤه ولاسيما المقيمين بالمهجر.
مبادرة البابا تواضروس لتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة
ففي عام 2014 طرح البابا تواضروس مبادرة لتوحيد موعد عيد القيامة وذلك في الأحد الثالث من إبريل كل عام ..وكلف وقتها الأنبا بيشوى مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس السابق - والذي توفي في أكتوبر 2018 بإعداد دراسة حول إمكانية التطبيق.
دراسة توحيد موعد عيد القيامة
دراسة توحيد موعد عيد القيامة-التي أعدها الأنبا بيشوي- أكدت أن التقاليد الكنسية تحاشت خلال القرون الأولى لانتشار المسيحية الاحتفال بعيد القيامة في التوقيت نفسه الذي يحتفل به اليهود بعيد الفصح.
الأنبا بيشوي قال خلال الدراسة – التي أرسلها البطريرك لكنائس العالم- إن اختلاف موعد عيد القيامة بين الكنائس حول العالم، كان بهدف مقاومة تيارات التهويد في المسيحية، مشددا على أن اختلاف موعد العيد لايرتبط بأمور لاهوتية وانما بالتقويمات الفلكية.
وتابعت الدراسة – التي أعدها سكرتير المجمع المقدس السابق-:"حاليا لايوجد خطر من تثبيت الاحتفال بعيد القيامة بين كنائس العالم، وذلك لأن المسيحية استقرت، ولم يعد هناك تيار تهويد مثلما كان في القرون الأولى يشكل خطرا على الديانة المسيحية".
وفي عام 2018 خلال احدى جولات البابا تواضروس الرعوية بالخارج تم توجيه سؤال له عن إمكانية توحيد موعد الاحتفال بالأعياد "القيامة والميلاد" مع الكنيسة الغربية.
وكانت إجابة البابا تواضروس وقتها : نحن نحاول فى توحيد عيد القيامة لأننا في الشرق كل أربع سنين ويتفق موعد العيد مع الكنيسة الغربية تلقائيًا. وكنا اقترحنا أن يكون الموعد الموحد في الأحد الثالث من شهر أبريل، وهناك أصوات ترى أن يكون في الأحد الثاني لكننا ننتظر إجماع كل الكنائس وفعلًا احنا قدمنا لكنائس كثيرة في العالم ودعوناهم لبحث الموضوع، لأن حركة الناس وهجرتهم جعلت كنائس كثيرة غير متفقة على مواعيد الأعياد وتختلف التقاويم ولكن حتى الآن لا توجد خطوة رسمية صلوا من اجل هذا الأمر.
وفي العام الذي يليه تم توجيه السؤال له من إحدى القنوات القبطية بالمانيا : هل هناك فرصة لتوحيد الأعياد خاصة عيد الميلاد لأن ٧ يناير بيكون يوم عمل ودراسي عادي؟
ووقتها أجاب البابا تواضروس : مسألة الأعياد هي مسألة مرتبطة بالتقويم فالتقويم القبطي غير التقويم الغربي. فهي مسألة غير مرتبطة بالعقيدة أو اللاهوت هي مرتبطة بتحديد التاريخ. في مصر نحتفل يوم ٧ يناير وهو اجازة رسمية من الدولة لكن عندما هاجر أولادنا وهذه عملية لم تكن في الحسبان فأصبحوا أقلية في المجتمعات وهذا سبب للقلق للجيل الثاني والثالث وهذا أمر نريد دراسته في المجمع المقدس لنرى ما يمكن فعله لنساعد أولادنا على التأقلم في حياتهم.
ظل السؤال يتردد بين الحين والآخر ويظل الحلم يراود الأقباط بموعد احتفال موحد حول العالم ويبقى البابا تواضروس يسعى بكل جهده لتحقيق حلم أبنائه.