تقارير

«الشائعات».. حرب المعلومات في العصر الرقمي

كتب في : الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 1:26 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

في عصرنا الحالي تسود وسائل التواصل الاجتماعي وتتدفق المعلومات بكميات هائلة؛ حيث باتت الشائعات تنتشر بسرعة البرق، محدثةً أضرارًا جسيمة بالمجتمعات والأفراد.

وتتسلل هذه الشائعات إلى عقولنا، وتؤثر على قراراتنا، وتزرع الفتنة والشكوك. لذا، أصبح من الضروري التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، والعمل على مكافحة الشائعات وحماية المجتمع من آثارها السلبية.

أسباب انتشار الشائعات

وفي هذا الإطار، يقول الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن منصات التواصل الاجتماعي تسهل انتشار الشائعات بشكل كبير؛ حيث يمكن لأي شخص مشاركة أي معلومة مهما كانت صحتها. كما أن استغلال الجهل وعدم الوعي لدى البعض يسهل أيضا نشر الشائعات وتضليل الرأي العام.

وتابع: هناك أعداد كبيرة من المواقع والصفحات تابعة لمؤسسات وأجهزة وممولة لها توجهات وأهداف وأجندة تسعي لتحقيقها وفرض أهدافها وتعتمد التضليل ونشر الشائعات منهجا، وربما يشير ارتفاع نسبة الأخبار الكاذبة المضللة علي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص إلى حقيقة أن هذه المواقع ليست مصدرا للأخبار الموثوق فيها وإلى أهمية الحذر في التعامل والتأكد من مصدر وحقيقة أي خبر ينشر من خلالها.

وأضاف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: أما النتائج الخاصة بأن مستخدمي المواقع في مصر هم الأكثر سهولة في التعرض للخداع فهي نتائج في حاجة إلى إعادة نظر؛ حيث إن واقع التعامل الحالي يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى نمو وتعاظم نسبة الوعي والحذر في التعامل مع مثل هذه الأخبار مع الأخذ في الاعتبار استهداف مصر وبتخطيط مسبق من قبل كتائب إلكترونية ممولة لضرب الاستقرار في مصر بنشر الأخبار المضللة والشائعات، وبالتالي ما قد نراه شائعا علي مواقع التواصل الاجتماعي لا يعبر بشكل دقيق عن حقيقة تعامل المصريين مع مثل هذه الشائعات والأخبار الكاذبة المضللة.

 

 

ولفت المرسي إلى قد يدفع البعض إلى نشر الشائعات لتحقيق مكاسب مالية من خلال زيادة زيارات المواقع الإلكترونية أو قنوات التواصل الاجتماعي.

 

آثار الشائعات السلبية

وكشف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتور محمد المرسي، عن الآثار السلبية للشائعات؛ حيث أنها تؤدي إلى تقويض الثقة في المؤسسات والأفراد، وتزيد من حالة الانقسام والتشكك. كما قد تستخدم الشائعات للتحريض على الكراهية والعنف، وتقويض النسيج الاجتماعي، بالإضافة إلى تضليل الرأي العام ومنع الأفراد من الوصول إلى المعلومات الصحيحة، فضلا عن أن تلك الشائعات قد تؤدي إلى تدهور الاقتصاد، من خلال التأثير على أسعار الأسهم أو الثقة في المؤسسات المالية.

 

 

مواجهة الشائعات

ويرى المرسي، أن مواجهة الشائعات تأتي أولا بضرورة تعزيز الوعي الإعلامي لدى الأفراد، وتمكينهم من التفكير النقدي وتقييم المعلومات قبل مشاركتها، كذلك وجوب التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، والتأكد من أنها صادرة عن مصادر موثوقة، مؤكدًا أهمية وسائل الإعلام التقليدية والرقمية وتحمل مسؤوليتها في نشر المعلومات الصحيحة، والتصدي للشائعات، فضلا عن سن قوانين صارمة تعاقب على نشر الشائعات، وتحديد المسؤولية القانونية لمن يقوم بذلك.

 

الدكتور محمد المرسي أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة

 

ويؤكد المرسي أن مكافحة الشائعات تتطلب تضافر جهود الجميع، من الأفراد إلى المؤسسات الحكومية والخاصة. كما يجب أن نكون جميعًا حذرين عند التعامل مع المعلومات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن نتحقق من صحتها قبل مشاركتها. فالحقيقة هي سلاحنا الأقوى في مواجهة الشائعات، وهي الضمانة لبناء مجتمعات أكثر استقرارًا وازدهارًا.

بداية الصفحة