الحصاد المر هو الإنجاز
فجأة وفى حالة الضبابية التى يعيشها الشعب المصرى وما يعانيه من مشاكل وإحباطات بدأنا نسمع عن كتاب صدر فى الأسواق يتحدث عن إنجازات الرئيس فى فترة حكمه التى تقترب من العام هذا الكتاب الذى بعد به الإخوان عن أى جهة رسمية كعادتهم فى الألتفاف حول الأمور وكلفوا أستاذ بكلية الطب جامعة المنصورة للقيام بالمهمة ليظهر للجميع أن الكتاب بمحتواه نظرة شخصية لصاحبه والذى ترك رسالته الأساسية والسامية فى نفس الوقت ألا وهى التدريس وتفرغ لإحصاء وجمع إنجازات
الرئيس الوهمية التى تجافى أرض الواقع وتصيب قارئها بالدهشة والضحك من السذاجة والكذب فى محاولة لخداع المواطن المصرى والجميع يعلم أنها محاولة مكشوفة من الجماعة لتجميل الرئيس وحفظ ماء الوجه والأمر هنا يصبح محلا لسؤال من أين لهذا الأستاذ بتمويل وطباعة هذا الكتاب ؟؟
ولكن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس والتى نذكربها صاحب الكتاب ونذكر أنفسنا بأن إنجاز الرئيس وجماعته الحقيقى دون رياء أو نفاق ماهو إلا حصاد مر بدءا من البلطجة وإنعدام الأمن والإنتشار العلنى للجريمة فى الشارع المصرى وإنتهاء بالإنهيار الإقتصادى للبلاد والتسول من الدول الأخرى
وعذرا سيدى المؤلف الطبيب صاحب كتاب الإنجازات فإن كان ما قلت إنجازات فماذا تسمى البطالة التى عمت البلاد وطوابير العاطلين والمشردين والهائمين على وجوههم والذين لايجدون قوت يومهم والغلاء الفاحش الذى يفترس العوام حتى أصبحوا لا يعرفون كيف يسدون إحتياجاتهم اليومية وماذا تسمى فرض الضرائب وزيادتها المستمرة مما يذكرنا بعصر المماليك وجبايتهم المستمرة للضرائب من أجل إخضاع الشعب وإزلاله عن طريق الفقر والحاجة
وماذا تسمى هروب الإستثمارات وعزوف المستثمرين عن القدوم إلى مصر وتوقف المصانع وإنهيار الصناعات الصغيرة وتشريد العاملين بها
وماذا تسمى الأزمات المتلاحقة والنقص فى الوقود من سولار وغاز وبنزين مما أصاب البلاد بتوقف متقطع لحركة النقل وتوقف جزئى لمحطات الكهرباء وتهديد للزراعة بالتوقف حيث تعتمد الألات الزراعية وألات الحصاد على السولار أليس هذا تدمير للإقتصاد الزراعى والصناعى وماقولك فى توقف مجمع نجع حمادى للألمونيوم بسبب عدم توافر الوقود اللازم لتشغيله للمرة الأولى منذ إنشاءه وتوقف 2400 مصنع لعجز أصحابهم والقائمين عليهم الوفاء بإلتزاماتهم
وماذا تسمى التشدق بمنظومة الخبز التى حددت فيها نصيب الفرد بثلاثة أرغفة يوميا ويبدوا أن الرئيس وجماعتهم إفتقدوا جراية السجن فقرروا أن يعمموها ويحولوا البلد إلى سجن كبير مع الفارق أن الجراية فى السجن مجانا ودون أى مجهود وهل أنت شخصيا ستكفيك االخمسة لترات بنزين فى اليوم التى سوف تخصصها وزارة البترول لكل مالك سيارة يادوب تروح بيهم السوبر ماركت المجاور لك
وما قولك فيما يحدث من قتل وسحل وقمع للحريات وملاحقة للثوار والمعارضة والزج بهم فى غياهب السجون عن طريق نائب عام عينه الرئيس ليعمل لصالحه وصالح جماعته لا لصالح الشعب وتشويه صورتهم بكل الطرق مستخدمين فى ذلك فكرة الغاية تبرر الوسيلة
وبماذا تفسرالإقصاء المتعمد لكل القوى السياسية والقوى الثورية من كل الأدوار والمناصب وقصرها على جماعة الإخوان من أجل التمكين والسيطرة على مفاصل الدولة وأجهزتها التنفيذية دون أهل الخبرة والدراية والكفاءة حتى أصبحت هذه الأجهزة سمك لبن تمر هندى
وماذا تسمى التطاول على الأزهر الشريف من جماعة الرئيس وعلى شيخه الطيب فى محاولة لإزاحته من منصبه فى سابقة لم تحدث من قبل وهو الذى ظل منارة للإسلام فى ربوع العالم منذ إنشاؤه وحتى الأن
وماذا تسمى مهاجمة الكنائس دور عبادة شركاء الوطن الإخوة المسيحيين وإزكاء نار الفتنة الطائفية بيننا وبينهم وزرع بذور الكراهية بين شقى الأمة
وماذا تسمى إهانة القضاء وإهدار أحكامه وعدم إحترامها ومحاصرة المحاكم لمنع صدور أحكام ليست على هوى من بيدهم مقاليد الحكم
وماذا تسمى حنث الرئيس بيمينه عندما أقسم على إحترام القانون والدستور ولم يفعل وهو دائما يقول مالا يفعل ويفعل مالا يقول عد يادكتور إلى وظيفتك الأساسية ورسالتك السامية وكفاك رياءا ونفاقا غفرالله لك ولنا ورحم الله المصريين مما إبتلوا بهم آمين يارب العلمين