إنهم أبناؤنا يا سادة !
فى مقالى هذا لست بصدد التعليق على أحكام القضاء ولكنى بصدد التعليق على روح القانون فالأمس صدر حكما بالسجن ثمانية أعوام على سبعة من الأشخاص هم تقريبا من الشباب بتهمة الدعوة لتظاهرات محظورة إعتراضا على إتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة السعودية وبعيدا عن أن الحكم تطبيقا للقانون وإعمالا لسيادته وبعيدا عن الدهشة فى أن الحكم صدر سريعا وفى غضون شهرين فى حين أن هناك من المجرمين والإرهابيين مازالوا منذ سنوات أمام المحاكم مع أن جرائم بعضهم تستوجب الإعدام الفورى ولكن هذا هو القانون !! ونحن له أيضا طائعون ولا نقبل إلا بدولة مؤسسات نحترم فيها سيادة القانون
ولكن ليس من الصواب أن يتم ذبح الشباب بهذه الصورة ومعالجة المشكلة بهذه الطريقة التى قد تجعل من هؤلاء إرهابيوا المستقبل ويكون هو الحاقد والكاره لمجتمعه ما لم نراعى أن للشباب ثورات وشطحات وأحيانا أخرى التمرد على كثير من الأمور
لما لم نعذره وخاصة أن الحكومة إستهانت بكل العقول وفاجأت الجميع بأن الجزيرتين سعوديتين فى توقيت زيارة الملك سلمان عاهل السعودية دون تمهيد ودون شرح ودون مقدمات مع أن الغالبية العظمى من المواطنين لا يعرفون إلا مصرية الجزيرتين خطأ فادح للحكومة تسبب فى ثورة وفورة بعض من الشباب وحتى وإن إستغلت أذناب الجماعة الإرهابية وبعض الحاقدون على مصر والبائعون وطنيتهم الموقف وحالة الشباب وركوب الموجة لتحقيق مآربهم وبث سمومهم ولكن ما كان يجب أن نحاسب هؤلاء الشباب بكل هذه القسوة ويكون قبل العقاب النصح والتوعية
وإذا كنا قد هرمنا وجعلتنا السنون ندرك معنى الدولة وأهمية مؤسساتها وأهمية تماسك كياناتها وإعلاء سيادة القانون وأن الأمن قبل الخبز أحيانا فلقد أدركنا أيضا أن الشباب هو الشباب لابد من إحتواءه وإصلاح ماشذ فيه ودائما أبدا مخاطبة صوت العقل فيه أولا .. دعونا نحاول إصلاحه ونعالج الفكر بالفكر لا بعصا الشرطة وسيف القضاء دعونا نحنوعلى شبابنا الذى يرى الصورة قاتمة فى ظل هذا الغلاء الفاحش وهذه البطالة التى تعم على غالبيته دعونا نعالجه بالحب لا بالعنف حتى لا نضع رأسنا فى الرمال كالنعام