منوعات

رســالتــى للمنتقبــات .. فـى زمـن التَّبـرج والفتنـة والسُّفـور

كتب في : الاثنين 30 اكتوبر 2017 - 1:03 مساءً بقلم : محمد عبد الواجد

أختي المنتقبة..

هل لبست النِّقاب؛ اقتناعًا تامًّا بأنَّه من شرعُ الله -تعالى- وأنَّه ممَّا يجلب رضى الله -تعالى- عنك ويبعد سخطه، وأنَّك بهذا النِّقاب تتقربين إلى مولاك -عزَّ وجلَّ- خوفًا وطمعًا في ثوابه، وأنَّك تتحملين الحرَّ والضِّيق؛ احتسابًا للأجر والثَّواب من الله العزيز الوهاب وهذا والله هو الخير كلُّ الخير. والعقل كلُّ العقل للمرأة العاقلة المؤمنة التَّقيَّة أن تلبس النِّقاب لا خوفًا من أحدٍ ولا إكراهًا من أحدٍ ولا لهوى في النَّفس ولا لتبرجٍ أو زينةٍ إنَّما تلبسه خوفًا من الملك الدَّيان -سبحانه وتعالى- طلبًا لمرضاته -عزَّ وجلَّ-.

أختى المنتقبة..
من الأمور المشروعة في الحجاب النِّقاب الَّذي يغطي وجه المرأة ما عدا عينيها وهو من تمام السِّتر والعفة والفضيلة وهو مشروع بسنَّة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكان منتشرًا على عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بدليل أن النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في نهى المرأة المحرمة عنِ النِّقاب فقال: «ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين» [رواه البخاري 1838] كما صحَّ ذلك فى الصَّحيحين وهذا يدلُّ على مشروعية النِّقاب فى عهده -صلَّى الله عليه وسلَّم- والمرأة الَّتي تنتقب إنَّما تريد رضى الله -عزَّ وجلَّ- بستر وجهها حتَّى لا تفتن النَّاس فتتعرَّض لسخط الله -تعالى-، ولذلك تحرص على أن تكون النَّقاب صحيحًا كما شرعه الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- فلا تبدي من وجهها إلا شيئًا من عينها ترى به الطَّريق.

أختاه يا بنت الخليج تحشمي***لا ترفعي عنك الخمار فتندمي
هذا الخمار يزيد وجهك بهجةً***وحلاوة العينين أن تتلثمي
صوني جمالك إن أردت كرامةً*** كي لا يصول عليك أدنى ضغيم

لماذا النِّقاب المتبرج ؟

أختى الفاضلة.. أختى المنتقبة..
إذا كنت ممَّن تخافين الله -عزَّ وجلَّ- وأنت إن شاء الله كذلك وكنت ممَّن يرجون رحمته وأنت إن شاء الله كذلك فلماذا تلبسين نقابًا متبرِّجًا؟

لماذا يظهر الكحل بصورةٍ ملفتة للنَّظر ؟

أنت هربت من التَّبرج والزَّينة إلى التَّبرج والزِّينة ؟!
هربت من فتنة النَّاس إلى فتنة النَّاس...؟!
هربت من السُّفور إلى السُّفور..؟!

أما لك أن تتَّقي الله -عزَّ وجلَّ- وتحاسبي نفسك وتقفي معها وقفةً صادقةً فإنَّ الحياة قصيرةٌ والدُّنيا فانيةٌ ولا ينفع الإنسان عند لقاء مولاه إلا عمله الصَّالح بعد رحمة الله -عزَّ وجلَّ-.

بنت الجزيرة ما أرى لك شيمةً***هذا التَّبرج يا فتاة تكلمي
حسناء يا ذات الدَّلال فإنَّني***أخشى عليك من الخبيثِ المجرمِ
لا تعرضي هذا الجمال على الورى***إلا لزوجٍ أو قريبٍ محرمِ
لا ترسلي الشَّعر الحرير مرجلًا***فالنَّاس حولك كالذِّئاب الحوم

لماذا العباءة المتبرجة ؟

أختي المنتقبة..
أنت تنتقبين لطاعة مولاك ورجاء ثوابه فلماذا تلبسين عباءةً ضيقةً؟! لماذا تلبسين عباءةً تجسد البدن وتظهر مفاتنه، أما تريدين رضى مولاك فلماذا اللباس الضَّيق؟! أتظنِّين أنَّ الحجاب هو ستر البدن فقط؟! هذا خطأ -بارك الله فيك- الحجاب ليس هو ستر البدن بالثِّياب فقط كما يظنُّ البعض، فالمرأة الَّتي تغطي رأسها وتلبس البنطلون ليست محجبةً! والمرأة الَّتي تغطي رأسها بغطاء ملون وتلبس ثوبًا ملونًا بأنواع الزِّينة ليست محجبة!!

الحجاب هو أن تستري بدنك عن أنظار النَّاس ولا تلفتي أنظارهم إليك. نعم هذا هو الحجاب لا أن تلبسي ثوبًا متبرجًا أو عباءةً ضيقةً ونقابًا للزِّينة كلُّ ذلك لا يسمى حجابًا يا من تريدين رضى مولاك -عزَّ وجلَّ-.

لا تعرضي عن هدى ربك ساعةً***عضي عليه مدى الحياة لتغنمي
ما كان ربُّك جائرًا في شرعه***فاستمسكي بعراه حتَّى تسلمي

أختي المنتقبة..
ليس هناك شيء أفضل من العباءة الواسعة الفضفاضة الَّتي تكون على الرَّأس فهذه خير حجاب لخير امرأةٍ.
عليك -وفقك الله للخير- أن تجاهدي نفسك وتلتزمين كتاب الله -عزَّ وجلَّ- وسنَّة رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأن تبتعدي عن اتباع الهوى وشهوات النَّفس فهو خيرٌ لك في دنياك، وخيرٌ لك في أخراك، وهو قربى لك من مولاك.

إنَّ الحجاب الَّذي نبغيه مكرمةً***لكلِّ حواءٍ ما عابت ولم تعب
نريد منها احتشامًا عفةً أدبًا***وهم يريدون منها قلَّة الأدب

لماذا الكعب العالي ؟

أختى المنتقبة..
يا من تريدين الجنَّة ورضى مولاك عز وجل، لماذا تلبسين كعبًا عاليًا؟ لماذا يظهر ويسمع صوت كعبك في الطَّريق بشكلٍ واضحِ؟ أمَّا تخشين أن تكوني ممَّن قال الله -تعالى- فيهنَّ: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النُّور: 31]، أنت قد لبست النِّقاب طاعةً لله -تعالى- والتزامًا بالحجاب فاتَّقي الله في لبس الكعب العالي الملفت للأنظار والأسماع، واعلمي أنَّه نوعٌ من الزِّينة الَّتي نهى الله -تعالى- عنها ورسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

كلمةٌ أخيرةٌ

أختي المنتقبة..
نريد منك أن تكون لك شخصيتك المثيرة في العقيدة والفكر واللباس ونمط الحياة، نريد منك أن تكوني امرأةً مؤمنةً تزن الأمور بميزان الشَّرع وتنظر إلى الحياة من خلال القرآن والسُّنَّة وتنظر وهي في الدُّنيا إلى الدَّار الآخرة وتتخذ من الإسلام منهجًا وطريقًا ومن الرَّسول أسوةً وقدوةً.

أختي المنتقبة..
احذري دعاة السُّوء وأدعياء التَّقدِّم الَّذين يجلبون بخيلهم ورجلهم لإفساد المرأة المسلمة وإخراجهم من الصَّون والعفاف إلى التَّبرج والسُّفور مستخدمين مختلف الوسائل وشتَّى الطُّرق واحذري أخواتك من براثنهم والانخداع بمقولاتهم.

إيَّاك إياَّك الخداع بقولهم***سمراء ياذات الجمال تقدمي
إنَّ الَّذين تبرؤوا عن دينهم***فهم يبيعون العفاف بدرهم

والله أسأل أن يهدينا جميعًا إلى سواء السَّبيل وأن يجعلنا من المتَّبعين لكتابه وسنَّة رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إنَّه سميعٌ مجيبٌ، وصلَّى الله عليه نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

بداية الصفحة