الأدب

.... ' مَا لِهذا اليَأْس ' ....

كتب في : الأربعاء 06 سبتمبر 2023 - 11:07 صباحاً بقلم : سناء الحافى

 

مَا لِهذا اليَأْس في البَدنِ

قَدْ نَـما مِنْ شِدَّةِ المِحَنِ

.

أَشْتَكي هَـمَّاً... أُصَاحِبُهُ

كاغترابِ النّفْسِ في الوَطَنِ

.

يا تُرى هَلْ أَبْتَغي أَمَلاً

لَيْس يَطْوي بِالأسَى زَمَني

.

كيف ألقاهُ وَ بي ألمٌ

كيفَ ألقاني بِلا سَكنِ

.

عشتُ عمْرًا كُنتُ أحْسَبُهُ

مِثل تِرياقي مِن الفِتَنِ

.

حيثُ يأتيني على عَجَلِ

بعدما كُنَّا و لَمْ يَكُنِ

.

ما له قد هَدَّنِي وَ مَضَى

سائلاً في السِّرِّ و العَلَنِ

.

أيُّ دَرْبٍ... كُنْتُ أسْلُكُهُ

و ظلامُ الَّليْلِ يُؤنِسُنِي

.

وَ الأَمَانِي فِيهِ ضَائِعَةٌ

و الحكايا فيه لَمْ تَهُنِ

.

كَيْفَ يا صبْري تُراوِدُنِي

سَكْرَةُ المَوْتِ بِلا كُفُنِ

.

إنَّ قلبِي لَيْسَ يَحْمِلُهُ

غَيْرُ حُرِّ النَّفْسِ.. مُؤْتَمَنِ

.

إنْ جَرى قَتْلي على يَدِهِ

مَنْ يُواسِيهِ مَدى الزَّمَنِ

.

لَيْتَ عُمْري.. و المُنى وَجَعٌ

لَمْ أَنَلْ منها سوى الشَّجَنِ

.

لَمْ أَجِدْ في النَّاسِ لي سَبَبًا

باطِناً في ظَاهِرٍ حَسَنِ

.

فاذْرِفِي يَا عَيْنُ مِنْ وَجَعِي

دَمْعَةَ الطُّهْرِ بِلا ثَمَنِ

.

خانَني صَبْري فَأَنْدُبُهُ

مثلَ حَظِّي حِين آلـَمَنِي

.

و اصْخَبِي يا نَفْسُ.. لاَثِمَةً

في ظَلامِ الليْلِ كَالوَثَنِ

.

فَرِياحُ الخَوْفِ قدْ هَدَمَتْ

مَا أقَامَ الحُبُّ عَنْ سُنَنِ

.

ضَرُّهُ مَا كانَ مَنْفَعَةً

نَفْعُهُ كَمْ كَانَ يُؤْرِقُنِي

بداية الصفحة