لا يستطيع أى شخص على وجه الأرض أن يصف بأي كلمات معبرة ما شهده مركز ببا بعد أن استقبل 74 شابا داخل نعوشهم عقب استشهادهم جميعا متأثرين بإعصار دانيال الذى أصاب درنة الليبية والتى يعمل بها أكثر من 3 آلاف شاب من بنى سويف، وكانت 3 قرى تابعة للمركز استقبلت سيارات الإسعاف.

وشيع الأهالى الشهداء الـ 74 في جنازة مهيبة، إلى مثواهم الأخير وسط حالة من الحزن الشديد. وأدى العشرات من أهالي المحافظة صلاة الجنازة على الضحايا في سوق قرية قمبش المجاور للمقابر، وسادت حالة من الحزن على وجوه الأسرة والأقارب والأصدقاء المتواجدين خلال تشييع الجثامين.

وقالت الحاجة فاطمة الام السويفية المكلومة التي فقدت ابنائها الثلاثة في ليبيا وهم:أحمد رجب عبد الفتاح ،عبد الرحمن، و محمود لم أر أولادى منذ 3 سنوات ولم أكن أتوقع أن أراهم فى أكفانهم وقبل الحادث بعدة أيام لم أدخل المطبخ لأطهو للأسرة فى البيت وكان حفيدي محمد نجل إبني أحمد مريضا ولفيت كل المركز "عشان" أحضر له الدواء وبعد ما أحضرت الدواء لا أعرف سبب المرار الذى لازم فمي وحلقي وضيق صدرى وعندما إشد قلبي ألما وصدرى إختناقا قلت لزوجات أبنائى " أتصلوا " لي بأولادى نفسي أطمن عليهم وبعدها بساعات قليلة جائنا الخبر المفجع وذهبنا نستبق للمدافن مكان تسليم الشهداء ووضعت جثامين أبنائى الثلاثة بجوار والدهم الذى وافته المنية قبلهم بعدة أشهر.

وأكد الشقيق الأكبر للشهداء  الثلاثة والدموع تنهمر من مقلتيه أن الجثامين تم نقلها من درنة الى مستشفى طبرق الى القاهرة مباشرة وكان المصابين يعرفون كل متوفي وكتبوا أسمائهم وأرسلوها لمصر وعلى الفور إستجاب الرئيس عبد الفتاح السيسى للمصرين وأرسل الطيران لجلب المصابين والمتوفيين وطالب شقيق المتوفيين أن تقوم الدولة بمساعدة أسر الضحايا بمعاشات ووظائف لذويهم فمعظم الشهداء كانوا متزوجين ويعولوا العديد من الأبناء.

وقال الدكتور رامي حسن الضبع أحد أبناء القرية، إن الأهالي استيقظوا صباح أمس، على خبر وفاة وفقد عدد من شباب القرية الذين يعملون في دولة ليبيا وتحديداً في مدينة درنة التي شهدت حادث إعصار دانيال الذي خلف مئات الضحايا.واتشحت نساء القرية بالملابس السوداء وبدأت أصوات القرآن الكريم تخرج من كل منزل وما من بيت إلا تعمه حالة من الحزن الشديد.

وكان الأهالي تداولوا على صفحات التواصل الاجتماعي كشوفات بها أسماء الضحايا من أبناء القرية والتي تضمن أسماء أشقاء وأبناء عمومة.

كان 74 شابا من أبناء محافظة بني سويف قد لقوا مصرعهم من جراء إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية، من بينهم 68 من قرية الشريف، و 6 من قرى فزارة، وقمبش وبني عتمان، وسدس، التابعة لمركز ببا.

 وفي السياق نفسه،  تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم  إعانات عاجلة لأسر المصريين المتوفين في ليبيا جراء إعصار دنيال، قام الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف بالتنسيق مع الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي،لاتخاذ ما يلزم لإمكانية صرف إعانات عاجلة واستثنائية لأسر المتوفين من أبناء المحافظة، وكذا التوجيه بتوفير الدعم النفسي للأسر وتوفير كل المتاح في مجال خدمات الحماية الاجتماعية لهم، حيث أسفرت هذه الجهود لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية، عن إعلان وزارة التضامن بصرف 100 ألف جنيها لأسرة كل متوفي من المواطنين المصريين و25 ألف جنيها لكل مصاب جراء الإعصار والفيضانات التي تعرضت لها ليبيا ، بجانب السعي لتوفير مزيد من أوجه الدعم لأسر المتوفين. 

هذا وقد كلف محافظ بني سويف مديرية التضامن بسرعة التوجه لأماكن وأسر المتوفين، والتواجد معهم وبذل قصاري الجهد لتخفيف العبء عن كاهلهم بالتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة  ومؤسسات المجتمع المدني. 

ومن ناحيتها، أفادت وكيل وزارة التضامن " د. إنجي حسن " أنه على الفور تنفيذا لتكليفات المحافظ ومتابعة وزيرة التضامن،  تم التحرك منذ الساعات الأولى من صباح اليوم لأماكن أسر المتوفين، والتواجد معهم حتى وصول الجثامين ،مؤكدة أنه من خلال الرائدات الريفيات تم توجيه الدعم النفسي لأسر المتوفين والمصابين للتخفيف عنهم من أثر الواقعة الأليمة. 

وأكدت وكيل الوزارة أنه جار إعداد كشوف موثقة بأسر المتوفين والمصابين، وبحث حالاتهم الاجتماعية، ورفع تقرير بها للوزارة والمحافظة ، واتخاذ ما يلزم حيالها وتقديم أوجه الدعم المختلفة  منها : صرف معاش تكافل وكرامة للمستحقين، وكذا توفير الدعم الممكن للمرأة المعيلة والحالات الأولى بالرعاية.