منوعات

مؤرخ القصير لقبيلة أبنود ... قوم عمارة و ذكاء إجتماعى و إقتصادى

كتب في : الأحد 19 اغسطس 2018 - 12:14 مساءً بقلم : مصطفى الأبنودى

يخطئ من ظن أن علاقة القصير بوادى النيل بدأت مع تدفق العاملين من محافظات الصعيد إلى القصير بعد العام 1912م ، من خلال المشروع العملاق وهو الشركة المصرية لإنتاج الفوسفات ولكن العلاقة ضاربة فى جذورالتاريخ خاصة وأن طريق وادى الحمامات وميناء القصير القديم وطأته أقدام آلاف من بنى البشر فى غدوها ورواحها عبر التجارة وغيرها من مقاصد أنشطة الإنسان ومن تلك البقاع (أبنود ) والتى تقع على الشاطئ الشرقي لنهر النيل والواقعة ما بين قفط جنوباً وقنا شمالاً وجميعهم غرب القصير.

قصير القديم أبرز أسماء التجار الأبنودى و الأخميمى و الحجازى و الكلحى و السويفى

 

ومع رواج القصير التجارى عبر الميناء فى الحقبتين فى القصير القديمة أو الحديثة برزت أسماء للتجار ربما ذكر أحدهم نسباً إلى بلده (كالأبنودى ، و الإخميمى ، والحجازى والكلحى و السويفى ) وغيرهم ناهيك عن درب الحج وهم بالتأكيد مشاركون حيث نقل ميناء القصير زهاء الثلاثين ألفاً من الحجاج المصريين والمغاربة والأفارقة .

 

نسيج القصير كان مع العبابدة و أهل الحجاز و أهل أبنود في وثائق الزواج

 

و قال وصفى تمير ( مؤرخ مدينة القصير) المعروف، قطن فى مدينة القصير الحديثة من هؤلاء خاصة أبنود واعتبروها مدينتهم و يظهر هذا فى وثائق القصير بمحكمة القصير خاصة وثائق الزواج حيث كان النسيج القصيرى مع العبابدة وأهل الحجاز ومحافظات مصر ومنهم أهل أبنود فتارة تجد وثيقة زواج رجل من أبنود بإمرأة من أبنود أو رجل من بنى سويف بأمرأة من أبنود سجل 5 إشهادات محكمة القصير وثيقة 78 ص 7 - والزوج من أبنود والمرأة من قنا - سجل 6 إشهادات محكمة القصير وثيقة 214 ص 35 وكذلك بيع وشراء الدور وورود اسم فلان الأبنودى كمشترى أو بائع أو شاهد .

في كتاب همام ( نابليون و القصير) معركتين لأبنود مع الفرنسيين

 

و أضاف تمير،مع محاولات الفرنسيين الفاشلة فى إخضاع أهل الصعيد دارت معارك طاحنة كان من نصيب أبنود معركتين وهما معركة أبنود النيلية 3 مارس 1799م وموقعة أبنود 8و9و10 مارس 1799م وقد ذكرهما عبدالرحمن الرافعى فى تاريخ الحركة القومية، كما ذكرها كمال الدين حسين همام فى نابليون والقصير والمعارك الرئيسية فى جنوب الصعيد .

 

شجاعة و إقدام أهل أبنود ضد أسطول المراكب الفرنسية

 

و تابع مؤرخ القصير ، أن للقصير إرتباط وثيق بهما حيث أنها محطة انتقال المجاهدين من عرب الحجاز فيعبرون البحر من ينبع حتى القصير فى حركة دائبة خلال سنوات الحملة الفرنسية على مصر (1798م/1801م) ففى الأولى صار أسطول من المراكب الفرنسية فى النيل فجاءت رياح عاصفة اضطرته أن يجنح عند مرسى أبنود وقيل فى بعض المصادر البارود ووقتها كان الشريف حسن قد جاءت إليه تعزيزات عبر القصير من الحجاز منضمين إلى المصريين وانهالوا ببنادقهم على الأسطول المكون من 12 مركب خاصة على السفينة الكبرى (إيطاليا) والتى كانت تحمل 200بحار و300 من الجرحى والعميان وقائدها "موراندى" واعتلى العربان وأهل أبنود السفينة فوجد قائدها أن التسليم لامحالة فأشعل فيها النيران بإطلاق النارعلى مستودع الذخيرة بها وألقى نفسه وبحارته فى النيل وقتل من الفرنسيين 500 وهى أكبر خسارة لهم فى الوجه القبلى ، وبعد أن غنم أهل الحجاز وأهل أبنود مدافع الفرنسيين وجدوا من انضم إليهم من قفط بعد الهزيمة على يد بليار فى 8 مارس ولأول مرة يجد الفرنسيون فى يد المصريين مدافع حديثة فأمر بليار فرقة البنادق رقم (21) بل كل جيشه بعمل المستحيل للحصول على ما بيد المصريين وأهل الحجاز من مدافع وبالفعل إستولى الفرنسيون عليها ثم انتقل القتال من شارع إلى شارع فى أبنود ومن بيت إلى بيت وتحصن عرب الحجاز فى حصن قديم للمماليك وارتكب الفرنسيون مذبحة رهيبة وحولوا القرية إلى أكوام وقتلى وخرائب وأعادوا القتال فى اليوم التالى وعادوا سيرتهم الأولى فى إحراق البيوت على ساكنيها وفقد الفرنسيون ستين قتيلاً وقتل 200مملوك بالسلاح الأبيض وقد كانت المعركة من أشد معارك الفرنسيين هولاً، و قال تمير،فى القصير ومع وصول بليار لاحتلالها كان الشريف حسين وأخوه حسن مع عرب الحجاز فى القصير وأثناء قدوم الأسطول الإنجليزى ووجود الجيش الفرنسى فى قلعة القصير دارت المعركة البحرية البرية دحرت فيها مراكب الإنجليز.

 

أهل أبنود مثلوا شريحة فى المجتمع القصيرى فى الأسواق و التجارة

 

ومع بندر القصير السامى مثل أهل أبنود شريحة فى المجتمع القصيرى فى أسواقه ودوره الحكومية وتجارة الميناء وغيرها وازداد وجودهم مع حلول العام 1912م مع نزوح الآلاف للعمل فى شركة الفوسفات وعائلات أبنود بالقصير منها من يظنه البعض لا يمت لها بصلة وله عذره إذ أنه أجيال وأجيال من أبنود هى أقدم ممن ظن نفسه قصيرى فقط ولربما اقتصار بعض الأسر على العيش فى المناجم خيل لهؤلاء أن من فى المناجم هم من أبنود أما هؤلاء فأصلهم القصير وهذا خطأ ساذج،والمراقب للأبنودية تراهم قوم يستهوون المعمار وحب الاستقرار ولديهم من الذكاء الاجتماعي واللباقة أن يكتسبوك صديقاً قبل أن تكون عميلاً لمصلحة مشتركة.

 

مؤرخ القصير الأبنودية فيهم البشاشة و حسن المعشر

 

و أستطرد تمير قائلاً ، معرفتى بالأبنودية كجيران و أصدقاء أو أنساب و أصهار ترى فيهم البشاشة وحسن المعشر وعلاقتى الشخصية مع أبنود سطرها دار (سحلول ) العامر فاسم ( المرحوم الحاج سيد سحلول) علامة مضيئة فى سماء القصير وصداقتى الوطيدة بنجله يوسف من المرحلة الابتدائية وظللت فى إجازة العام 1975م منذ صبيحة اليوم حتى المساء، و أضاف وأنا فى بيت سحلول ومعهم تفهمت علاقتهم بالأساتذة ( عبدالفتاح ، وجلال وعبدالرحمن الأبنودى) وثلاثتهم لهم فى القصير أحساب وأنساب وأقارب بل ووالدهم الشيخ ( محمود الأبنودى ) وكم جمعتهم جلسات اجتماعية للتوفيق والصلح والتصاهر والتسامر خاصة مع المرحوم ( عايش اللوح، والمرحوم محمد مصطفى سليمان ) ، ونصح الشيخ ( عايش اللوح ) الشاعر الملهم ( عبدالرحمن الأبنودى) عندما رآه يوثق (عديد) النساء فى الجنائز بأن يتركهم لما هن فيه ويهتم بالأفضل.

بدوى و الأصيل و زارع عائلات تصاهروا و تناسبوا من أهل أبنود

 

وهناك من عائلات القصير من تصاهروا وتناسبوا مع أطياف من العائلات منذ القدم هم من أبنود كعائلات ( بدوى ، والأصيل ، وزارع ) ، والأصول حجازية وتحديداً ( ينبع النخل وآل زارع يقولون أن هناك فى أبنود مقام للشيخ الفاسى والذى هو أصل مقامه بالقصير ويقال أن السنوسيين عملوا على بناء الساحات والخلوات والمساجد على ساحلى البحرالأحمر واستثنوا مكان هو ليس بساحل لبناء زاوية سنوسية كانت فى أبنود ورغم أن هؤلاء وغيرهم جذورهم عرب جهينة والمراووين وغيرها من ينبع و الحجاز .

 

أهل أبنود ضمن من عمروا مناجم البيضا و حمضات و النخيل و أبو تندب

 

ومع إغلاق المناجم حيث كانوا ضمن من عمروا مناجم ( البيضا ، و حمضات، و النخيل ، و أبوتندب ) وقد اكتظت القصير بعد إغلاق المناجم بأهل أبنود خاصة منطقة الجبانة وجميلة هى علاقتى بآل ( شلبى الأبنودى ،و أحمد- على ، و أبوضيف ) أولاد الخالة للأحباء الأساتذة ( عبدالسلام، حمدى، محمد، مصطفى فتح الله الأبنودى )أدامها الله محبتهم وداً واحتراما .

 

أبنود منهم السياسيين و المشاركون في الأندية و الجمعيات

 

أصبح لأبنود صيت سياسى فى القصير ففى المجالس المحلية برز اسم المرحوم ( عبده حماد) ، ثم الأستاذ ( عبدالسلام فتح الله) ، ثم المرحوم ( رضا متولى ) وفى صعيد الأندية والجمعيات من منا لا يذكر المرحوم ( عبيد أبوالليل ) و( محمد سحلول فى جمعية وسينما ( النهضة ) ثم نادى النهضة ومجموعة كبيرة من شباب أبنود وقتها أداروه منهم ( صلاح عبدالرحيم، ورضا متولى ) ، رحمهما الله ناهيك عن الأستاذ ( سعد عبدالهادى ) فى نادى الشبان المسلمين،وعلى الصعيد التجارى والاجتماعى نرى المرحوم ( جابر خليل) وأبناءه وأشقاءه من باعة وجزارين وخلافه شكلوا شريحة كبيرة فى مجتمع القصير رغم ما يهتويه البعض من تصنيف أهل أبنود إلى فئات وأقسام فإن أبنود هى رقم صحيح فى مجتمع القصير قديماً وحديثاً ومستقبلاً واختم بطرفة أتعرض لها متى قمت بتناول معاهدة الصداقة والتحالف أغسطس 1936م بين مصر وبريطانيا وأسأل تلاميذى" ما بنود المعاهدة؟؟ واستوقفهم بنود يعنى شروط مش بنود البلد زى مابتنطقوها.

 

بداية الصفحة