تقارير

الإمام الأكبر: الغرب يستغل مؤتمرات حوار الأديان لصالحه الأزهر يسعى لتحقيق حوار متكافئ بين الثقافات والحضارات

كتب في : الأحد 24 فبراير 2013 بقلم : محمد صبرى

أكد فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على أهمية الحوار بين الأديان ، خاصة في عالمنا المعاصر الذي تشابكت فيه قارات الدنيا بصورة متسارعة؛ مما يجعل الحوار بين الشرق والغرب في غاية الأهمية، لتعميق القواسم المشتركة بين الجميع، مثل القيم والأخلاق والمُثُل والمبادئ التي يتَّفق عليها عقلاء وحكماء العالم، مضيفا: إننا إذا تجاهلنا هذا الحوار المثمر فسيدفع الجميع ثمنًا باهظًا مما يعود بالإنسانية إلى القرون الوسطى.

جاء ذلك خلال استقبال فضيلته للسيد/ جان هنجستون، مسئول الحوار بين الأديان بوزارة الخارجية السويدية والخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للاتحاد الدولي للثقافات، والسفيرة  بريجتا هولست العاني، سفيرة السويد بالقاهرة.

وأضاف فضيلته: على الرغم من مؤتمرات الحوار التي عُقدت للحوار إلا أنَّه من الملاحظ أن الغرب يستغل هذه الملتقيات لصالحه، ويكيل في تعامله مع منطقتنا بمكيالين، مما يعني عدم وجود ثمرة لهذا الحوار؛ مما يُوجب تحاشي تلك السلبيات حتى نصل إلى حوار متكافئ ومثمر وبنَّاء ويجمع بين أهل الأديان على أصولها التي اتفقت عليها.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر: أنَّ مجال الحوار ينبغي أن يشمل المساحات الواسعة والقيم العليا المتفق عليها بين أهل الأديان وهي كثيرة؛ حتى نواجه الأفكار الشاذة مثل زواج المثليين الذي بدأ ينتشر ويهدد مستقبل البشرية ويتناقض مع الفطرية السوية والشرائع السماوية التي حرمت مثل ذلك السلوك الشاذ.

وأكَّد فضيلته أنَّ الأزهر الشريف يؤيد احتكام غير المسلمين إلى شرائعهم في أحوالهم الشخصية وعباداتهم واختيار قياداتهم الروحية، مشيرًا إلى أن هذا هو روح الإسلام وسماحته، أمَّا النواحي الأخرى فتتبع قانون الدولة التي تُطبق على جميع أفراد الشعب بلا تمييز.

وردًّا على سؤال الضيف عن استقلال الأزهر في الدستور الجديد  قال فضيلته: إن رأي الأزهر استشاريٌّ في القوانين التي لها علاقة بالدين والشريعة ، حيث يتولى هذا أعضاء هيئة كبار العلماء، كما يوكل إلى الهيئة اختيار شيخ الأزهر واختيار المفتي بطريقة ديمقراطية بعيدًا عن المؤسسة الحاكمة ممَّا يعدُّ مكسبًا كبيرًا للأزهر؛ لتعود له هيبته وريادته التي عُرِف بها طوال عهوده.

ومن جانبه قال السفير: إن وثائق الأزهر التي أصدرها في الآونة الأخيرة  كانت ملهمة وذات تأثير كبير في العديد من المراكز البحثية الأوربية، خاصة وثيقة الحريات التي أعلت من قيمة الإنسان وكرامته، كما نصَّت عليها جميع الشرائع والأديان السماوية.

وقال فضيلة الإمام: إنَّ التجديد في الدين ليس محله العقائد والأمور الثابتة والمجمع عليها، ولكن التجديد في الأمور والنوازل المستحدثة التي لا نص فيها؛ لأنَّ طبيعة الفتوى قد تتغير من مكان إلى مكان ومن مجتمع إلى مجتمع ونشيد في هذا المجال بالمجلس الأوروبي للإفتاء الذي أصدر عدة فتاوى تناسب العصر والمكان في إطار الثوابت الشرعية؛ مما يسهل على المسلمين الغربيين أمورًا كثيرة في حياتهم.

وأكد فضيلة الإمام أنَّ الأزهر يقوم من خلال الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بعمل برنامج لتدريب الدعاة والأئمة الأوروبيين لمدة شهرين، وذلك بالتنسيق مع السفارات المختلفة؛ للتركيز على سماحة الإسلام واحترام الآخر وحرية الاعتقاد؛ مما يساعد في استقرار تلك البلاد ويُسهم في تقليص ظاهرة العداء للإسلام.

 

بداية الصفحة