قدم رئيس الحكومة المستقيل السيد حمادي الجبالي اليوم استقالته بعد اعلانه لفشل مبادرته في تكوين حكومة تكنوقراط بعيدة عن التجاذابات السياسية و قد شهد الاسبوع الماضي عدة حوارات و نقاشات حول تركيبة الحكومة "المرتقبة" و ساندة المعارضة و خاصة كتلة الديمقراطيين مبادرة الجبالي رغم انه "اسلامي" الا حركة النهضة و حزب المؤتمر و الجبهة الشعبية اعتبروا ذلك التفافا على الثورة
تكوين الجبالي لمجلس الحكماء كان بمثابة "الصدمة" للعديد من الاطراف حيث اعتبروا ذلك محاولة لالغاء شرعية المجلس التاسيسي المنتخب و الاغرب انه هذا المجلس كان فيه احد رجالات نظام بن علي اضافة الى قائد الجيوش الثلاثة رشيد عمار و قد اعتبرها البعض محاولة من الجبالي لايهام الراي العام ان مبادرته لديها شرعية و تاييدا خاصة من المؤسسة العسكرية و هو ما اعتبره البعض "محاولة انقلابية" و قد صرح رئيس كتلة حركة النهضة في المجلس التاسيسي السيد صحبي عتيق "ان تشكيل حكومة تكنو قراط يتم عادة بعد انقلاب عسكري" و هي اشارة واضحة بان ما يقوم به حمادي الجبالي هو "انقلاب على الشرعية"
و تمكنت حركة النهضة يوم السبت 16 فيفري من حشد الالاف من المتظاهرين و كان ذلك عبارة على رد على مبادرة الجبالي و ظهر رئيس الحركة و لاول مرة في مظاهرة و القى فيها كلمة و كان ابرز ما فيها "الانسان الذي يخرج عن مؤسسات الحركة يعود الى حدجمه الطبيعي" و يعتبر ذلك رسالة واضحة لرئيس الحكومة النهضاوي
بعد ذلك اجمع مجلس شورى الحركة برفض مبادرة الجبالي و دعوا الى حكومة كفاءات سياسية تكتسي شرعية انتخابية و هو ما افشل مساعي الجبالي لجمع كل الفرقاء السياسيين تحت شعار "لا للاقصاء" شمل حتى الاحزاب ذوي التركيبة التجمعية ( الحزب الحاكم سابقا) فاضطر الجبالي الى تقديم استقالته