منوعات
عــذراً أيهـا الفيـس بـوك
عذراً أيها الفيس بوك يوم دخلتك لأول مرة عام ٢٠٠٨ م كانت فرحتي تملأ الكون كنتُ أتشوق و أتلهف للدخول في عالمك الواسع .
و فعلاً دخلت فوجدت عجائب لم تخطر في بالي يوماً أناس كالنحل فيك لا يمتصون إلا الرحيق ، لا يأخذون إلا طيبا و لا يضعون إلا طيبا لا يكسرون غصناً و لا يعبثون بزهرة .
و وجدت أناسُ كالذباب لا يقصد إلا مواضع الجروح و لا يزال يتتبع عثرات البشر و لا يفرقُ بين حلواً أو حامضا ينبش جرح هذا و يسقط في إناء هذا .
و وجدت آخرين هم كالبلسم الشافي و الترياق الكافي وجودهم نعمة و غيابهم شوق ، إن حضروا أبهجوك و إن غابوا فألسنتهم بالدعاء بظهر الغيب يلهج .
و هناك أناسُ إن غابوا و إن حضروا فهم في الأثنين سواء لا وجودهم ينفع و لا غيابهم يضر فهم كفافا لا لهم و لا عليهم
في الفيس بوك كل شيء يبدو مثاليا و رائعا حيث الكل ولد نعمه في الفيس بوك الكل فارس و الكل وسيم الكل يطالب بـ الديموقراطيه في هذا العالم الكل متخفيا تحت رداء الأسم المستعار .
الفيس بوك أكبر حفلة تنكر يتنكر كل أنسان كما يشاء منهم من يلبس رداء الوقار و الدين ، و منهم من يلبس رداء العقل و الحكمة و منهم من يلبس رداء الطيبة ، و منهم من يجعلك تعجب بقلمة ، و منهم من يجعلك تنبهر بأسلوبه و لكن لا يعلم ما في القلوب سوى الله ، هو أعلم بكل إنسان .
و في النهاية هذا هو عالم الفيس بوك مجرد كلمات و حروف أنت تتعامل مع كيبورد و حروف في هذا العالم أكبر حفلة تنكر للأقنعة ، نعبر فية عن أفكارنا و أسلوبنا يظهر كل أنسان ما أراد إظهاره هو فقط ..